الجيشُ يحاربُ داعش في مرحلةٍ وصفَها بأنها أخطرُ ما يتعرّضُ له لبنان. عدوُّ الجيشِ جاءَه يتوّهم لكنّه سيموتُ بأرضِنا أو يُهزَم فالدولةُ الإسلاميةُ وَضعت لبنانَ على خريطةِ العراقِ وسوريا واتّخذت عرسال ممراً للحُلمِ القديمِ المُسمّى مِنطقةً عازلةً التي تصلُ القلمون حِمص عرسال.
واليومَ وعلى أثَرِ توقيفِ أخطرِ الإرهابينَ المدعو عماد أحمد جُمعة على أحدِ حواجزِ الجيش في الجرود انتَشرَ إرهابيونَ ملثّمونَ وطالبوا بالإفراجِ عنه وخَطِفوا جُنديينِ لمقايضتِمها بالمدعو جمعة، واعتدَوا كذلك على العسكريينَ مِن جيشٍ وقُوى أمنٍ داخلَ منازلِهمواحتَجزوا عدداً منهم وهاجموا مواقعَ الجيشِ وأماكنَ تجمُّعِهم.
أبناءُ عرسال كانوا رايةَ العسكر وظِلَّها والحِصنَ الرافضَ لظاهرةِ الإرهابِ التي انتَشرت في بلدتِهم وصبغتْها بالراياتِ السود.
أهلُ عرسال كانوا جنوداً مدافعينَ عن أسوارِهم، عن مبانيهم العسكريةِ وفصيلةِ الدرك حيثُ استَبسلوا في الدفاعِ عنها وعن عسكريها وقد سقطَ عدَدٌ مِن أبناءِ البلدةِ شهداءَ في أثناءِ معركةِ استردادِ المَبنى الأمني.
الجيشُ الذي لا يزالُ حتى اللحظةِ يتعرّضُ للعدوانِ أعلن أنه لن يسمحَ لأيِّ طرَفٍ بأن يَنقُلَ المعركةَ مِن سوريا إلى أرضِه، ولن يسمحَ لأيِّ غريبٍ بالعبثِ بأمنِ لبنان. وأكّد أنّ الجميعَ مدعوٌّ لوعي خُطورةِ ما يَجري وما يُحضَّرُ للبنانينَ والجيشِ بعدما ظَهر أنَّ الأعمالَ المسلحةَ ليست وليدةَ الصدفةِ، بل هي مخطّطةٌ ومدروسة. وقال إنّ الجيشَ سيكونُ حاسماً وحازماً في ردِّه.
ما تحدّث عنه بيانُ الجيش كان واقعاً قبل عامٍ وأكثر حين كانت عرسال أرضاً خِصْبة، ومن جرودِها ضُرب الجيشُ واسُتهدف في معاقلِه وعلى حواجزِه، وسَعَت قوى الإرهابِ في غيرِ مرّةٍ لإنشاءِ ما كانوا يُسمونه المِنطقةَ الإنسانيةَ العازلةَ التي يَتحصّنُ فيها ما يربو على أربعةِ آلافِ مسلح.
سقَطت الخُطةُ في أرضِها وتمكّن العسكرُ من السيطرةِ على منابعِ الموت، وساعَدَ في ذلك وصولُ وزيرِ داخليةٍ عَرَفَ من أين يُضرَبُ الإرهاب واليومَ تكرّرتِ المحاولةُ التي لا يزالُ خطرُها قائماً حتى كتابةِ هذه السطور.