السادةُ النوابُ لا يرتكبونَ المحرّماتِ التشريعية .. لا يؤمنونَ حضوراً لجلسةٍ انتُزِعت منها الميثاقية.. إعذِروهم . . فمسيرتُهم النيابيةُ لم يلوّثْها أيُّ تمديدٍ ولم يُخالفوا مرة الدساتير .. ليسوا مِن هُواةِ تضييعِ الوقتِ وتعطيلِ الجلَساتِ وتمزيقِ اقتراحاتِ قوانينِ الانتخابِ . الصيغةَ تلوَ الأخرى .. هم نوابٌ لا يتسلَّون بممثلِيهم ولا يتّخذونَ مِن قاعاتِ مجلسِ النوابِ منابرَ لهجومِ فريقٍ على فريق ..وعندما تَدُقُّ أجراسُ الجَلَسات .. يتفرّقون ويتلطَّون خلفَ الأبواب. ولأنّهم بهذهِ النزاهةِ المطلقةِ وليس في سِجِلِّهم المغفورِ له أيُّ تجاوزات . فقد قرّروا ألا يُشرّعوا في غيابِ رئيسٍ للجُمهوريةِ وانقطاعِهم عن الميثاقية. عِلماً أنّ هذه النُقطةَ تحديداً لا تجدُ في النصوصِ الدُّستوريةِ ما يَدعَمُها .. حيث إنّ مجلسَ النوابِ لن يكونَ مقيّداً بعدَ فراغِ سُدةِ الرئاسةِ وليس هناك ما يقفُ حائلاً دونَ عقدِه جَلَساتٍ عامةً . وإن كانتِ الأولويةُ لانتخابِ الرئيسِ إذا ما توافرَ ذلك…اليومَ عُطّلتِ الجلسةُ . ولم يَرأفِ النوابُ بأصواتِ جموعِ الناسِ تَصرُخُ أمامَ الوزاراتِ وتستعجلُهم السلسلة . وتَستغربُ أنّ نوابَهم وبعدَ ثلاثِ سنواتٍ من النقاشِ . زادوا عليهم ساعاتِ العمل بدلاً من زيادةِ الرواتب. ولأنّ الكرسيَّ يذوِّبُ الدساتيرَ ويُطوّعُها فقدِ انضمَّ نوابُ التكتّلِ العونيِّ إلى نوابِ المستقبلِ وقُوى الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ في مقاطعةِ الجَلَسات .. فارتبطَ مَسارُ التشريعِ بمَصيرِ الرئيسِ وأُرجئتِ الجلسةُ إلى العاشرِ مِن حَزِيرانَ أي بعدَ يومٍ واحدٍ مِن الموعدِ الوهميِّ المضروبِ لجلسةِ الانتخاب. على أنّ الاستثناءَ وارد .. إذ يؤكّدُ النائبُ منَ القواتِ جورج عدوان وباسمِ قُوى الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ ألا تشريعَ إلا في حالِ الضرورةِ القُصوى فما هو التفسيرُ العملانيُّ لعبارةِ الضرورةِ القصوى ؟ لدى التنقيبِ والحَفرِ في الباطنِ السياسيِّ يتبينُ أنْ لا ضرورةَ قُصوى ستعلو على التمديدِ لمجلسِ النوابِ بعد دخولِه مرحلةَ دعوةِ الهيئاتِ الناخبة. فالنتجيةُ الطبيعيةُ لمقاطعةِ جَلَساتِ التشريعِ ستكونُ في تعطيلِ أيِّ صيغةٍ لقانونِ الانتخاب .. وسيصلُ النوابُ في الخريف إلى نهايةِ ولايتِهم الممدةِ ليُمدّدوا “معجّل مكرر”… والتمديدُ بالتمديدِ يُذكر .. إذ مُدّدت مُهلةُ الانتخابِ في صناديقِ الاقتراعِ المِصريةِ يوماً ثالثاً نَظراً الى النسبةِ المنخفضةِ مِنَ المقترعينَ اليومَ وأمس. وسنكونُ في تفاصيلَ إضافيةٍ عنِ المشهدِ المِصريِّ بعد قليلٍ معَ بَعْثةِ الجديد إلى القاهرة .