عرسال .. بالتراضي. النارُ التي لفّتها بخمسة أيام بدأت بالخمود .. الإرهابيون اختلفوا فيما بينهم وحمَلت داعش السلاحَ على النصرة .. هرب من هرب .. أما مَن بقي على قيد عرسال فيبحثُ عن ” طاقية ” نجاة .. ويفاوضُ في المَخرج .رُسلُ هيئة العلماء المسلمين دخلوا البلدةَ اليوم وعادوا منها بالإفراج عن ثلاثةِ عسكريين وبمطالبِ خاطفي عرسال وملخّصُها: نحن منسحبون لا تُطلقوا النار .. لكنّ الصورة ليست ورديةً بهذا المستوى بعد .. فلا يزال الإرهابيون يحتجزون العسكريين والأمنيين رهائن ..وعرسال بقيت تحت الحصار. ومنعُ وصولُ قافلاتِ المساعدات إليها لعدم تسهيلِ تموين المجموعاتِ المسلحة. المعالجةُ الرِّضائية .. واكبتْها مكارمُ سُعودية .
مليارُ دولار وضُعت في تصرّفِ الرئيس سعد الحريري الذي سيباشرُ اتصالاتِه بالجيش وقُوى الأمن وسائرِ القِطْعات الأمنية لوضع هذا المبلغِ موضِعَ التفيذ. ورفدِ الدولة بالإمكانات التي تتيحُ لها دحرَ الإرهاب وردَّه على أعقابِه كما قال.
والمليارُ هذا ينضوي على سَنَداتٍ سياسيةٍ ممنوحةٍ ملَكياً للرئيس سعد الحريري شخصياً ودعمِ الاعتدال السُّنيّ في مواجهةِ تَطرّف داعش والنصرة وكلِّ ما يعادلُهما لبنانياً .والمليار يحتوي ضِمناً على تفوّقٍ نوعيّ أبداه الملِكُ عبدالله في سباق التسلح .. وفيه رسالةٌ إلى الولايات المتحدة التي يجولُ سفيرُها في بيروت على القُوى السياسية داعماً الجيش بالمعنويات غيرِ القتالية .. فيما بلادُه تتبرّع لإسرائيلَ بمئتين وخمسةٍ وعِشرين مِليونَ دولار لمساعدتها عسكرياً على قتل الأطفالِ الفِلَسطيين في غزة .ولو أرادت واشنطن مساعدةَ الجيشِ اللبنانيّ لاتّخذتِ الخُطوةَ فوراً وبلا جولات ..وأقرّتِ المبالغَ المطلوبة كما فعلت عفواً مع تل أبيب.
الأنظارُ أمنياً المصروفةُ نحوَ عرسال لم تحجُبْ تربوبياً خبراً له ثأثيراتُه في آلافِ الطلاب ممّن كانوا ينتظرون نتائجَ امتحاناتهم الرسمية .. فوزيرُ التربية قرّر السيرَ في مبدأِ منحِ الإفاداتِ المدرسية .. وهيئةُ التنسيق ردّت عليه ” إذا مش قادر على الجمل ما تستقوي ع الجمال ” وخاطبت الهيئةُ الطبقةَ السياسية من حواضرِ البيت العرسالي ولعِبت على وتَرِ رواتبِ العسكريين .. إذ إنّ مَن يقفُ في وجه الإرهاب عليه أن يُقِرَّ السلسلةَ لأنّ الجيش هو المستفيدُ الأكبرُ منها .