نهايةُ أسْرِ عرسال.. وعلى ذمةِ العلماءِ فإنّ أيَّ مسلحٍ ما عاد في البلدة.. وقد فرّ الإرهابيون منها إلى الجرود لكنّهم اصطحبوا معهم أسرى الجيشِ وقُوى الأمن… المساعداتُ دخلت لكنّ العراسلة رفضوها. وأعلنوا أنّهم يريدونَ أمناً وسلاماً لا ربطةَ الخُبز.. فيما تسعى هيئةُ العلماء المسلمينَ لفتح خطوط تواصلٍ لعودةِ الأسرى . وأعلن الشيخ محي الدين نسبيه باسمِ الهيئةِ أنّ وفدَ العلماءِ سيبقى في عرسال حتى يَسمَعَ خبراً شافياً عن الأسرى الذين قال إنّهم في صِحةٍ جيدة. وفي معلوماتِ الجديد أنّ المدعو أبو مالك الشامي أميرَ النصرة في القلمون هو الشخصيةُ التي تقودُ جبهةَ التفاوض على العسكريين. وأنها قد توسّعُ نِطاقَ مطالبِها لتشملَ الصفْقةُ مسجوني رومية من الإسلاميين. وأبو مالك هذا. له صحيفةُ سوابق وخِبرةٌ في الخطفِ والتفاوضِ وأشهرُ عملياتِه: راهباتُ معلولا. وفي روايةِ ليلةِ الهربِ الكبيرةِ مِن عرسال . اختَلف أبو مالك النُّصرة ومجموعاتُ داعش وقرّر النفاذَ بالأسرى وسحبَ مجموعاتِه منَ البلدة معلناً أنّ لبنانَ ليس مسرحَه الآن.. وهو ما رفضتْه عناصرُ داعش فوقعَ القتال. وأياً تكن أسبابُ الانسحاب فإنّ عرسال بدأت تستعيدُ عافيتَها.. وربَّ ضارةٍ نافعةٌ للنازحين السوريين الذين أُتيحت لنحوِ ألفٍ وثمانمئةِ عائلةٍ منهم. العودةُ إلى سوريا عَبرَ نِقاطٍ رسميةٍ منَ المصنع.. بعدما ذاقوا في جرودِنا طعمَ الموت. وعاش بعضُهم في ظروفٍ أشبهَ بالجحيم.. قضى مِن بينِهم مَن قضى.. وعاد مَن استطاعَ إلى الخروجِ سبيلا . وبذلك يكونُ الإرهابُ قد هجّرهم مرّتين ذَهاباً وإياباً.. وهو يَستكملُ طريقَه بزَحفٍ غيرِ مسبوقٍ في العراق ونحوَ مناطقِ الأقليات… حُكم قراقوش تفرِضُه داعش على مَسيحيينَ لاحقتْهم في محافظةِ نِينوى فهجّرت أهلَ قراقوش وبرطلة بعد انسحابِ البشمركة والقواتِ العراقيةِ منها.. وهناك أَحرقت كنائسَهم وبدأت بفرضِ الشريعةِ حيث أصبحَ نحوُ مئةٍ وخمسينَ ألفَ مسيحيٍّ عراقيٍّ على الطّرقاتِ يهاجرونَ إلى شَماليِّ البلاد… مشهدُ التراصفِ الداعشيّ الذي تَركَ رُعباً لدى الدولِ المحيطة.. باتت معالجتُه بصرفِ الأموالِ لمحاربةِ الإرهاب.. وبينَ هذه الأموالِ المليارُ دولار السُّعوديُّ المخصّصُ للبنانَ الذي لن يساعدَ الجيشَ فحسْب بل شكّل دافعاً لتقويةِ تيارِ الاعتدالِ السُّنيِّ الذي انضمَّ إليه اليومَ النائب محمد كبارة.. معلناً انحيازَه الى الجيشِ في “برمة” تفوّقت على المسارِ السياسيِّ للنائب وليد جنبلاط… تربوياً.. ضَرب وزيرُ التربيةِ الياس بو صعب ضربةً فيها “إفادة”.. وأشركَ مجلسَ الوزراءِ في قرارِه منحَ الطلابِ الإفادات.. لكنَّ المجلس منحَه مهلةً لمفاوضةِ هيئةِ التنسيق.. في مُهلةِ أربعٍ وعِشرينَ ساعة.. وبعدَها يتّخذ أبو صعب القرار.. وغالباً ما تكونُ قراراتُ وزيرِ التربية.. صعبةً لكنّها آخرُ الداء.. وتتطلّعُ إلى مصلحةِ آلافِ الشبابِ المنتظرينَ على أبوابِ الجامعات.