في بحرِ الأسبوع مَنح وزيرُ التربية الياس أبو صعب سُلفةَ عزٍّ نِقابيةً لهيئةِ التنسيق.. بارك لها نجاحاتِها في الشارع وأعطاها علاماتِ تفوّقٍ في امتحانِ الصمود أمام عُتاةِ السياسة وحيتان المال.
انتهت الإشادةُ بالتماسك النِقابيّ وحان وقت العمل.. فهيئةُ التنسيق ظلّت على موقفها عدم تصحيحِ الامتحاناتِ الرسمية.. والطلابُ سيخسرونَ سنةً جامعية.. مجلسُ النواب معطّلٌ لأسباب رئاسية تشريعية.. وما عادَ أمام الياس أبو صعب سِوى اللجوءِ إلى قرارٍ ليس سابقةً وإنما جرى اعتمادُه في سنوات الحرب.. إفادات للجميع.. وذلك بعدما أصبحت المفاوضاتُ بلا إفادة .
ضربةٌ للمعلم الذي أوصلَ التلامذة إلى هذا المصير.. فهيئةُ التنسيق.. نسّقت في المكان الخطأ.. لأنّ حقوقَها لا تؤخذ من الطلاب ومصائرِهم.. ولو أراد النِقابيون ضربَ الهدف لتظاهروا وأقاموا الاعتصاماتِ على عَتَباتِ أبواب النواب المسؤولين عن إقفالِ أبواب المجلس وتعطيلِ السلسلة.. فلماذا لم يَقصِدوا الفاعلَ وجنَوا على المفعولِ به.. وليسألوا عن كلّ مَن وقف ضِدَّ فتح جلسةٍ تشريعية ورَهَنَها بالانتخابات الرئاسية.. ثأرُكم عندَهم.. عند مَن حَرَم الموظفين والعسكريين رواتبَ محقّة.. واختلق أسباباً غيرَ موجِبة للتعطيل.. وراهن على أن الرئيس أولاً ثأرُكم ليس عند وزيرِ تربية فاوضكم حتى آخرِ رمَق.. فأوصلمتوه إلى القرار الصعب.. لكنّ قرارَ الإفادات دونَه قانون.. والخُطوةُ ستحتاجُ إلى قوننةٍ في مجلس النواب.. وهو ما بحثّ فيه الرئيس نبيه بري اليوم معَ رئيسةِ لَجنةِ التربية النائبة بهية الحريري التي دعَت إلى اجتماعٍ عاجل للجنة يومَ الثلاثاء .
سياسياً.. تركَ خِطابُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقعَه على مَن أراد الهداية.. وأولُ المتحدثين لغتَه النائب وليد جنبلاط الذي تحدّث عن الخطر الوجودي عينِه المتمثلِ في مشروع دولة الخلافة وتدميرِ الدين الإسلامي ما طرحَه نصرالله في ذكرى النصر يستحقُّ النقاش والتبصّر.. لانطلاقِه من أفكارٍ لا تسمى إلا عقلانيةً في البلاد الذاهبةِ إلى الجنون الطائفي.
لكن من لا يريد النقاش سيجيبُ ببغائياً بأن دخولَ حزب الله سوريا هو مَن أتى بداعش.. وحِيالَ هذا الاستنتاج السياسي قد تفيدُ النظرة إلى جبال سِنجار التي تشهدُ على إبادةِ الطائفة اليزيدية.. والنظرة عينها إلى نِينوى وقرَه قوش والمَوصِل حيث التهجيرُ المسيحي الأخطرُ على مرِّ العصور.. ولم تردْ تقاريرُ تفيدُ عن مشاركةِ حِزبِ الله في القتال معَ اليزيدين أو المَسيحيين أو التُّركمان أما المجتمع الدَّوليّ تتقدّمُه الولايات المتحدة.. فقد نجح حتى الآن في وقفِ زحف داعش تُجاهَ سدِّ المَوصِل والدولةِ الكُردية.