ودخلت تل أبيب في اتفاقِ هُدنةٍ طويلةِ الأمد بشروطِ حماس وصمودِ غزة كان بنيامين نتنياهو أولَ الخاسرين بإعلانٍ مِن شعبِه الذي أنزل مرتبةَ تأييدِه من اثنينِ وثمانينَ في المئةِ إلى ثمانيةٍ وثلاثينَ في المئة وأولُ الرؤوسِ الأمنيةِ المتدحرجة سيكونُ بنيامين غانتس رئيسَ هيئةِ الأركان مرغمةً تل أبيب لا بطلة ستُوقِفُ عُدوانَها بقرارٍ أميركيٍّ أوروبيٍّ وأردنيٍّ كغِطاءٍ عَربيٍّ لإنقاذِها مِن مُستنقعِ القطاعِ وتموزُ غزةَ بتموزِ لبنانَ يُذكر الاتفاقُ الطويلُ الأمدِ لم يكُن وليدَ التفاوضِ على أرضِ القاهرة بعدما تحوّلتْ مِصرُ مِن أمِّ الأمةِ إلى وسيط بل فرضتْه رياحُ التغييرِ التي تَهُبُّ على العالم رياحٌ بلَبوسٍ داعشيةٍ بدأت تهُزُّ أنظمةً ودولاً وعروشاً وسوادُها بات قابَ قوسين أو أدنى من مملكةٍ صَرفت الملياراتِ لإسقاطِ النظامِ في سوريا فإذا بخمسةِ آلافِ مقاتلٍ سُعوديٍّ منضوينَ في تنظيمِ داعش قد يستديرونَ باتجاهِ عَرعر ورفحاء السُّعوديتين لنقلِ معركةِ الرِّدةِ إليها وما مدُّ جسورِ التواصلِ الإيرانيةِ السعودية سِوى خُطوةٍ في رأبِ الصّدْعِ بينَ الجارتينِ بعدَ الفالقِ الذي أحدثَه داعش في سوريا والعراق فتغيّرت مَعالمُ اللُّعبةِ وصار العالَمُ كلُّه بدو السترة رياحُ التغييرِ أطاحت كثيراً منَ المعادلات إيرانُ ما عادت فزاعةَ الخليج وسوريا تفتحُ أجواءَها وتَمُدُّ يديَها للذين تآمروا عليها والعراقُ يتّجهُ الى تأليفِ حكومتِه ولبنانُ لن يكونَ في منأىً عن هذه الرياح اليوم وصلَ إلى العراق وزيرُ الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف وكانت وجهةُ زيارتِه كُردستان حيث التقى رئيسَ الإقليم مسعود بارزاني وفي مؤتمرٍ صِحافيٍّ مشتركٍ أعلن ظريف أنّ بلادَه ستُمِدُّ البشمركة بالسلاحِ لمقاتلةِ داعش في حين تَكتفي الإدارةُ الأميركيةُ بإدانةِ الإرهابِ والإرهابيين وتحاربُ بالتصاريح ولكن مش بالكلام يُرَدُّ على قاطعي الرؤوس واليومَ أعلنت واشنطن رفضَها أيَّ تنسيقٍ معَ نظامِ الرئيسِ السوري بشار الأسد لمحاربةِ داعش وخارجيتُها قالت إنّها ستواصلُ تقديمَ الدعمِ الى المعارضةِ السوريةِ المعتدلةِ التي تقاتلُ كلاً من نظامِ الرئيسِ السوريّ بشار الأسد و تنظيم داعش وما فاتَ واشنطن أنّها تتمنّعُ وهي راغبة والتجارِبُ خيرُ نموذج إذ لطالما وضعَت في الأزَماتِ إجر في البور و إجر في الفلاحة.