على اللقاء الإيرانيّ السُّعودي يُبنى المقتضى. ونافذةُ الضوء التي فتحها ستَشِعُ على المِنطقة بأسرها. هو لقاءٌ إيجابي جداً باعترافِ الطرفين. وأولُ طلائعِ إيجابياتِه وقفُ العدوان على غزة. وانسحابُ الاحتلال من غِلافِها. وتحت ركامِها دَفن بنيامين نتنياهو مستقبلَه السياسي. اللغة الإيجابية ذاتُها قد يُعوّلُ عليها في خروجِ لبنان من عُنقِ الفراغ. وليس بعيداً أن تكونَ عاملاً في تسريعِ اللقاء بين الأمينِ العامِّ لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيسِ سعد الحريري ولكنْ ليس في المدى المنظور. إذ إنّ الحريري في هذه الأيامِ يعومُ في موناكو على مَكرُمةِ المِليار دولار. وبالقراءةِ في طالِعِ اللقاء قد نَرى عودةَ الودِّ بينَ الحكومةِ السوريةِ المُتجدِّدةِ ونظيرتِها اللبنانيةِ بوساطةٍ مِن رُتبةِ لواء. وإلى أن يَقضيَ الله أمراً كان مفعولا. حبلُ الوئام انقطعَ بينَ الجاهلية والشام.. على الأقل على مستوى المكاتبِ الخِدْماتية. فبحسَبِ بيانٍ صدَر عن الوزير السابق وئام وهاب أكّد أن حزبَ التوحيد العربي لن يمارسَ أيَّ نشاطٍ في المحافظات السورية. متمنياً أن تخرُجَ سوريا من المحنةِ التي تَمُرُّ فيها. فأيُّ أنواعٍ من الخِدْمات كان يقدّمُها وهاب وجاءَ الوقت للاستغناءِ عنها؟. وهل يَكمُن سببُ الانسحاب بعدَ انخراطِ حزبِه أخيراً في القتالِ الدائر في محافظةِ السويداء؟ أم وراءَ الأَكَمَةِ ما وراءَها؟… وإلى الجَولانِ المحتل.. حيث اشتَعلت جبهتُه عند مَعبرِ القنيطرة بين الاحتلالِ الإسرائيليِّ والنُّصرة ومسلحين آخرين من جهة.. والجيشِ السوري من جهةٍ أخرى. فيما الأممُ المتحدةُ تقفُ موقفَ المراقب. ومن الجَولانِ إلى دير الزور.. مراقبةٌ من الجوِّ تتولاها طائراتٌ أميركية لجمعِ المعلوماتِ عن تنظيمِ داعش بإعلانٍ مِن وزارة الدفاع السورية. ما يؤكّد أنّ التنسيق الأميركيَّ السوريَّ جارٍ على قدَمٍ وساق.. وأنّ واشنطن ترتدي قُفازاً في اليدِ التي مدّتٍها ولاقت بها اليدَ السورية. وعليها ينطبقُ قول الشاعر: “إذا جئتَ فامنحْ طَرْفَ عينِكَ غيرَنا.. كي يَحسَبوا أنّ الهوى حيثُ تَنظُرُ”.