احترق علمُ داعش في ساحة ساسين فولّع قلبَ أشرف ريفي وحرك النيابةَ العامة التمييزية لترسلَ دوريةً من المباحث الجنائية إلى الأشرفية بحثاً عن طلابٍ أَقدموا على حرقِ الراية الدورية لم تَجد الفاعلين والنيابةُ العامة لم تطفئْ نارَ وزير العدل الذي أَضفى حصانةً لفّت علمَ أخطرِ منظمةٍ إرهابية في العالم انطلق ريفي في قرارِ الملاحقة من اعتباراتٍ دينية ومن عباراتٍ تحملها رايةُ داعش لا يجوز حرقُها لكنه كان يراقبُ من شرفةِ منزله في طرابلس عشراتِ الأعلام الحزبية لاسيما تلك التي تَرفع آياتٍ قرآنية تُحرقُ وتُداس ولا يُسطرُ في حقِها أيُ مقتضى قانوني بَيد أن القضيةَ الآن موضعَ الملاحقة تختلفُ عن سابقاتها فالطلابُ أَحرقوا علمَه ومَسّوا الذاتَ الريفية التيارُ الوطني الحر استنفر للأشرفية وطلابِها وكلّف الفوجَ الكنعاني المجوقل الدفاع وقال المحامي العام العوني النائب إبراهيم كنعان للجديد إن هناك منظمةً إرهابية تكفيرية نَبذتها الشعوب والطلاب عبّروا عن هذا الرفض وليس هدفُهم الشعاراتِ الدينية متمنياً على وزير العدل العودةَ عن قرار الملاحقة ولعلّ أبرزَ تعبيرٍ حول ما جرى في الأشرفية جاء بكلماتِ الوزير سجعان قزي الذي قال إن المطلوب حرقُ داعش لا علمِها لكن كيف السبيلُ إلى ذلك وداعش على الأبواب تحرق قلوبَ أهالي العسكريين وتدفعُهم إلى إقفال الطرق وتُمهلهم ثلاثةَ أيامٍ للضغط على حكومتهم وجيشِهم وتفرِضُ عليهم طرحَ المقايضة نفّذ الأهالي ما طلبه الخاطفون ونَزَلوا إلى الشوارع من غصّةِ مكلوم بَكَوا ناشدوا نَصبوا الخيم قَطعوا الطرق ولن يُلاموا على أيِ تحركٍ للتعبير عن حُرقةِ الغياب النصرة وداعش توافقتا على نفي علاقتهما بذبح الجندي علي السيد وقالتا إنه لم يكن مخطوفاً عندنا لكن ماذا عن الجنود ورجال الأمن الذين ظَهر بعضُهم في شريط فيديو بالأمس ممهولاً بثلاثة أيام قبل التصفية الدولة تتحرك رسمياً بصمت وهيئة العلماء لديها الرغبة في العودة إلى حقول التفاوض غير أن الأيام الثلاثة تمرّ كأيامٍ ثلاثة فأيُ عمليةِ تفاوض ستنجح على حافة الوقت الضاغط وزير الداخلية نهاد المشنوق ارتأى التفاوضَ على ورقة النازحين وأعلن أن الخاطفين يُعرّضون مليوناً ونِصفَ مليون سوري في لبنان للخطر بسبب تصرفاتهم وتهديداتهم مؤكداً أن الوزارة لن تبقى من المتفرجين على تعرضِ أيِ عسكريٍ أو مواطنٍ لبناني للقتل والذبح كلامٌ فيه عَصَبُ الرجال ويختلف عن عصبياتِ الأشراف المذهبية يعالج المشنوق الضغطَ بالضغط ويواجه عصابةً باتت في ضِيافتنا وعند أسوارنا فعرسال بالنسبة إلى وزير الداخلية منطقةُ اشتباكٍ دائمٍ وتحتاج إلى قراراتٍ سياسية كبيرة ومن هذه القرارات تقول بعضُ المصادر موافقةُ الجيش على سدِّ المنافذ لاسيما تلك التي ستُحاصِر المسلحين في الجرود على أبواب الشتاء لأنّ ما يتسرب من داعش عبْر خطِ العراق سيصُبُّ في لبنان عبر سوريا وبالأمس فقط أَحبط حزبُ الله والجيشُ السوري عمليةً كانت ستُعيد السياراتِ المفخخة إلى لبنان وبأعدادٍ كبيرة هذه المرة واكتشف الحزبُ طريقاً شقّه المسلحون لجهة بريتال ستَعبُرُ منه السيارات المفخخة فكانت عمليةً استباقية بالغةَ الدقة عينُ الحزب على القلمون قلبُ الجيش على جنوده وقبضاتُه عند جروده لكنّ السباق مع المسلحين لا ينتظر والمؤسسة العسكرية إما أن تزوَّد بالدعم والعَتاد وإما تصبحُ في مرمى الإرهاب من دون عُدّةٍ للدفاع وفيما العين والقلب والزناد تعمل قلوبٌ تنتظر في مكان آخر قلوبُ أهالي المفقودين ولمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المفقودين أضعُ هذا الدبوس تضامناً مع عائلاتِ مفقودي الحرب الأهلية الذين ما زالوا وعلى الرغم من مرور السنوات يجهلون مصير أحبائهم ومنهم مَن سيرافقنا في روايته خلال هذه النشرة.