حرية العسكريين الخمسة وتوق من تبقى للحرية، عنوان يمزج الفرحة بالحرقة. ضحكت قرى وبكت مدن، وقدمت “جبهة النصرة” شروطها التي اكتشفنا فيها أنها أصبحت ضليعة في المحاور اللبنانية، فالخاطفون يسيجون معركة القلمون القادمة بأجساد العسكريين ويتخذونهم دروعا، مشترطين عدم قتالهم من “حزب الله”، وإلا سيكون مصير الجنود الذبح.
ومن ضمن الشروط، اعتذار من البطريرك الماروني على حرق راية “داعش” قبل ان تفك “النصرة” أسر المسيحيين المخطوفين، لكن وزير الداخلية أعلن ل”الجديد” أن هناك عملية تفاوض قد بدأت ويمكن أن تسفر عن اطلاق سراح عسكريين مسيحيين اثنين. وعلم أن خط التفاوض يتم مع مصطفى الحجيري، بإشراف أحد نواب البقاع الغربي. وإذا نجح “أبو طاقية في مساعيه فإن ذلك سوف يخفف عنه سجلا مثقلا عليه وعلى إبنائه.
وأبعد من نجاح أو فشل التفاوض، بأي سلاح سوف يحارب الجيش اللبناني إذا ما وقعت القلمون 2، والتي ستنعكس نارها على طول الحدود الشرقية والشمالية؟ كيف سيحمي الحدود من أعداد المسلحيين المتدفقين والذين دعت دولتهم اليوم إلى رفع الرايات السود في لبنان؟ كل من تغنى بالجيش له الشكر والامتتان، لكن أين السلاح؟ أين المليارات الثلاثة السعودية المنشأ فرنسية التسلح؟ وأين مليار المملكة الذي عام عليه الرئيس سعد الحريري في موناكو؟ حتى الآن فإن الكلام لا يصلح للحروب، السلاح غائب والحريري مغيب نفسه في اجازة صيف.
وفي حضرة الغياب، فإن الشاشات اللبنانية ستقول كلاما موحدا عند الثامنة مساء، في ذكرى الامام المغيب موسى الصدر، مع كلمة يوجهها الرئيس نبيه بري عبر هذه النشرة.