بعد علي … عباس . نفّذ داعش حُكمَه الإرهابيَّ على جنديٍّ آخرَ بحسَبِ بيانٍ للدولةِ الإسلامية وصَلَ إلى وَكالةِ الأناضول .
ذبحاً ردَّ داعش على الوساطة إذ لم يكدِ الكلامُ عن مسعى قطري يسير على خطِّ حل أزْمة العسكريين المخطوفين حتى طَعن الخَنجرُ بالرأس .
نهاراً كانت الأمور تسير على قاعدةْ لا مفاوضة ولا مقايضة معَ الإرهابِ التكفيري بل كانت وساطةٌ قطريةُ يتولاها شخصٌ سوريٌّ مقرّبٌ إلى قطر يُجري معَ داعش والنصرة.
مِروحةَ اتصالات وعَبرَ الخطِّ الساخن يَنقلُ النتائجَ إلى الطرَفِ اللبنانيّ وقد تُؤتِي الوساطةُ ثمارَها إذا ما أوكلت الحكومةُ اللبنانية إلى شخصٍ من رُتبةِ لواء أن يتأبّط مِلفَّ العسكريينَ الأسرى ويكونَ الناطقَ الرسميَّ باسمِ الطرَفِ اللبناني.
علمًا أنّ مَن اؤتُمن على أمنِنا العام يُؤتمن على أمنِ عسكرنِا قبل أن يُرسلَهم داعش والنصرة رؤوسًا مفصولةً عن الأجساد .
وفي المقامِ يُطالعُنا نفيٌ أميركيّ إيرانيّ عن التنسيقِ الثنائيّ لمكافحةِ داعش كِذبةٌ بيضاءُ لواقعٍ أسود، فالطرفان يُنسِّقان تحت الطاولة وفوقَ الطاولة يقولُ باراك أوباما كلاماً من عيار ثقيل ‘سنهزِمُ داعش تماماً كما حَدثَ للقاعدة’ أوليس داعش والنصرة فَرعينِ نَبَتا على جِذعِ القاعدة؟.
جُلُّ ما فعلَه أوباما هو القضاءُ على أسامة بن لادن وما عليهِ إلا أن يُنعشَ ذاكرتَه بسياسةِ بلادِه ضِدّ العربِ والقضيةِ الفِلَسطينة وهنا تَكمُنُ الأسبابُ الحقيقيةُ وراءَ الإرهاب الذي أفلت من الحَظيرة الاميركية .
والإرهاب بالإرهابِ يُذكرُ فقتلُ إمْرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفرْ وإبادةُ شعبٍ كاملٍ مسألةٌ فيها نظَرْ. لاجلِ ثلاثةٍ مِنَ المستوطنين أقامت إسرائيلُ حرباً ولم تُقعدْها إلا مرغمة. ومن أجلِ الثلاثةِ ثارت ثائرةُ العالَمِ مِن أطلسِه إلى اتحادِه الأوروبيِّ إلى بلادِ العام سام.
بالأمسِ اعتَدت إسرائيلُ على أمنِ جنوبِنا، زَرعت أجهزةَ تنصتِها أرضاً، وأردَت لنا مقاوما، وفي الجوِّ طيرانُها يسرحُ ويَمرحُ خارقاً القرارَ رقْم ألفٍ وسبعِ مئةٍ وواحدٍ على عينك يا مجلسَ أمن ويا أممَ متحدة.
تجرِبتُنا معَ القراراتِ الدَّوليةِ عمرُها مِن عمرِ الاعتداءاتِ الإسرائيلية على لبنانَ ‘ويلي جرّب مجرّب بيكون عقلو مخرّب’ وعليهِ فإنّ حقَّ لبنان ومقاومتِه في الدفاعِ حقٌّ قائمٌ ويا ويلَهم مِن مئةِ ألفِ صاروخٍ مقاومٍ وأنفاقٍ أين منها أنفاقُ غزة.