حتى أنت يا بري يوتوس.
فبعدما انفض من حوله حلفاء كثيرون من المسلمين والمسيحيين لأنه كان غليظ القرار وفظ المواقف، ها هو الرئيس نبيه بري يترك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وحيداً في مستنقع الدماء السورية.
وبعد محاولات استدراج إعلامية غزت مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاركة قطع ومقاتلين من حركة أمل في معارك القلمون إلى جانب حزب الله، خرج الرئيس بري ليقطع الشكّ باليقين قائلا إن “هذه الأخبار غير صحيحة جملة وتفصيلا”. هو الذي استقبل السفير السعودي في بيروت قبل أيام في عين التينة، في عز الحرب الإعلامية على المملكة العربية السعودية من قبل الجزب.
ربما يكون حزب الله قد بدأ يفقد غطاء جديدا. فهو أولا فقد الغطاء الوطني، واليوم بات محاصرا داخل بيئته الحاضنة بأسئلة كبيرة بدأت تسمع في العلن، بعدما كانت تهمس في غرف مغلقة. هو الذي يشارك في حرب ليست له على أرض ليست له في القلمون وغيرها.
وإذا كان حزب الله يؤكد أن حرب القلمون لم تبدأ بعد، وقد شيع حتى الآن ما يقارب الـ25 مقاتلا، بينهم فتيان مراهقون، فكيف إذا بدأت هذه الحرب والى اين سيصل عداد القتلى وما هو الرقم الذي يدفع حزب الله لاعادة حساباته؟
حرب القلمون حيث بات فاقعا وجود حزب الله في خندق واحد مع داعش، يقاتلان سويا من الامام والخلف المعارضة السورية التي توحدت ضد الإرهابين، الداعشي والإيراني.
ومن القلمون حيث إرهاب الاحتلال الإيراني لسوريا، إلى كامب دايفيد، حيث يتوقع انعقاد قمة اميركية خليجية ستبحث في سبل مواجهة دعم إيران لهذا الإرهاب، وكيفية مواجهة تدخلاتها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، بحسب وزير الخارجية السعودية عادل الجبير.
هي إيران نفسها التي تستمر في إرهاب وترهيب الرئاسة الأولى، إذ تعطل هي وفريقها انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وغدا، مرة جديدة، سيقاطع نواب حزب الله والتيار الوطني الحر، حلفاء إيران، الجلسة الـ24، بانتظار كلمة سرّ إيرانية باتت مربوطة بالمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.