استلم من الفراغ وإلى الفراغ سلم. فراغ رئاسي خلفه ميشال سليمان بمغادرته القصر الجمهوري من دون أن يخلفه خلف. فراغ دستوري لا فراغ سياسي، وشغور في الموقع الأول لا ينسحب على المواقع والمؤسسات، فالصلاحيات تؤول بحكم الدستور وكالة إلى مجلس الوزراء مجتمعا.
مرحلة من ست سنوات انتهت كأنها لم تكن، وفتحت الباب على مرحلة من الغموض تبدأ من تأرجح المواقف حول احتمال تعطيل التشريع أو التنفيذ لحسابات نيابية طائفية، ولا تنتهي عند البحث عن رئيس جديد وسط تفاقم الخلافات الداخلية وتراكم تقاطعات الخارج الإقليمية والدولية.
وإذا كان الرابع والعشرون من أيار قد أقفل اليوم على ولاية رئاسية قامت على التوافق وانتهت على غيره، فقد أقفل قبل أربعة عشر عاما على الاحتلال الاسرائيلي في لبنان مع إقفال بوابة فاطمة على آخر جندي محتل.
وعلى مقربة من حدود المحتل، من بنت جبيل يطل غدا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مهرجان المقاومة والتحرير. إلى حيث أطلق خطاب التحرير الشهير، يعود السيد مع خطاب تحرير جديد، يعود السيد محررا موقفا من التطورات والمستجدات على مستوى لبنان والمنطقة والمقاومة.