مع حلول الظلام تسللت اسرائيل الى ساحة سوريا، هي لا تطيق ابداً دور المتفرج او تبقى دائماً لاعب الاحتياط او محركة الدمى، لا يكفيها دور المسعف لجرحى المسلحين ومدهم بالسلاح ثم تأتي نتائج ارهابهم مخيبة للآمال وقد فشلوا على الاقل في رسم صورة منطقة انطوان لحد جديد على الارض السورية.
اعتدت اسرائيل في ريف دمشق ومهما ساقت من مبررات او وضعت من عناوين لاماكن استهدافها، فإن عدوان اليوم اتى بالتزامن مع فشل داعش في اسقاط مطار دير الزور وفشل النصرة في الشيخ مسكين او التوسع في القنيطرة مع ما يعني ذلك من الفشل مجدداً في تطويق العاصمة دمشق بدئاً من الجهة الجنوبية.
عدوان اليوم كأنه صرخة بوجه الرئيس الأسد الذي يستعيد الارض وزمام المبادرة وبوجه روسيا التي تجهد لحل سياسي يجمع الحكومة السورية والمعارضة وبوجه ايران التي بفضل دعم طرد العراقيون داعش من مدن بأكملها وبوجه اميركا التي تستعجل اتفاقاً مع ايران قبل سكراتها الانتخابية.
في بقاع لبنان اتصل ليل البزالية بنهارها، لم تهدأ منذ لحظة استشهاد ابنها الدركي علي البزال، تستقبل معزين وتودع مباركين فيما سعاة الخير للملمة الجراج ووأد الفتنة يدأبون لتوحيد البوصلة بعدما رش التكفيريون بذور الفتنة من جرود عرسال المحتلة على قرى البقاع وسعوا الى زرع بذورها على طرقات بلداته.
رباطة جأش الوالد وصبر الوالدة وعموم البزالية لا ولن تنما عن ضعف هي قوة الواثق بجانب الحق، لم يتسول هؤلاء موقفاً ضعيفاً كما يجيد البعض فالبلد بحاجة الى موقف متماسك بوجه الحرب التكفيرية، ولبنان امام خطر كبير من المجموعات الارهابية والايادي التي تدفعهم كما قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله في ذكرى شهيد له يد طولى على امتداد عمر المقاومة في قوة الردع وترسيخ الاقتدار الذي يحتاجه لبنان مع تأمين الامكانات لحماية نفسه من الخطر الكبير كما اكد السيد هاشم صفي الدين.