على عادة الصهاينة في المحافل: تباك وتمسكن وتشويه وتضليل وبث للمخاوف، واستحضار للمحارق، تثبيتا لصورة الضحية، استدرارا للعطف، وابتزازا للدعم. الهدف هذه المرة: منع كل اتفاق محتمل مع ايران في ملفها النووي، الذي اعتبره رئيس الوزراء الصهيوني في صيغته الحالية بالغ السوء…
اطال بنيامين نتياهو الخطاب التحريضي امام الكونغرس الاميركي.. ومدعوما بجولات التصفيق وضع دفتر شروط لاتفاق مع ايران على قياس اسرائيل ومصالحها في المنطقة.
استحضر اوجاعه بمواقف ايران الثابتة في دعم حركات المقاومة والتحرر في المنطقة، لا سيما الشعب الفلسطيني.
هاجم مواقف الامام الخامنئي ومن اسماه وكيله في لبنان السيد حسن نصر الله، ولم ينس القائد الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنية واصفا اياهم بأنهم اعداء اميركا واسرائيل.
الخطاب المثير للجدل كان بمثابة تحد للبيت الابيض وسيده. لم تنفع كل رشى اوباما العسكرية والاعلامية في صده… حذره جون كيري فلطف كلماته في الظاهر، واكمل حملة المشاغبة الاستراتيجية التي لم يلق اوباما لها بالا، فاستبقها بلقاء مع احدى الفضائيات الاميركية دافع فيها عن الاتفاق المزمع ابرامه مع طهران. واصرارا منه على عدم الاكتراث لكلمة نتنياهو عقد اجتماعا مغلقا مع نظرائه الاوروبيين في رسالة واضحة بأن لواشنطن مشاغل اكثر وجاهة من زيارة نتنياهو.
وعلى كل حال فنتنياهو يصرخ والمفاوضات تسير. اليوم في مونترو وبعدها في مكان اخر. وهكذا حتى اواخر هذا الشهر. الجانب الايراني صريح في شروطه وايجابياته. يتحدث عن امكانية ابرام الاتفاق خلال هذا الاسبوع، شريطة ان تمتلك واشنطن ارادة سياسية كافية برفع العقوبات دفعة واحدة.
الارادة السياسية فكت ازمة الحكومة في لبنان.. والخميس موعد جلستها.. ويعود مجلس الوزراء للعمل بآلية لم تتبدل ولكنها مدفوعة بوقود النوايا الطيبة، كما سماها الرئيس تمام سلام.
في المؤسسة التشريعية، اللجان النيابية المشتركة “زيتت مفاصلها” باقرار افادة الاف المتعاقدين من التعويض التقاعدي وتقديمات تعاونية الموظفين، وما بقي على جدول الاعمال ليس كثير التعقيد، اذا صفت النوايا.