مرّ شهر على حرب اوباما، لم تُضرب خلاله داعش ولا يبدو ذلك في الافق، وليس على رزنامة البنتاغون الا موعد حربي بعد اسبوع في انقرة، وفي انقرة من ينتظر صفقة مع مزيد من الجموح لحصد الاثمان والادوار وتسييجها بالاسوار ولو على شاطئ الدم الكردي في كوباني.
والصفقة لم تعد خطيئة في لعبة الامم المفردة منها والمتحدة بعد ان ضبطت الاخيرة متلبسة تدفع للارهاب مصروف الدم بعنوان الفدية. مدت الاندوف يدها الى الجبهة وفيها 25 ميلون دولار قطري ثمنها لحرية القبعات الزرق، وللنصرة حرية التصرف بهذا المال لقتل به من تشاء، تمر الصفقة من فوق قرار قطع التمويل عن الارهاب ومن تحت العين الاسرائيلية التي سجلت ووثقت ونشرت كعادتها من دون حرج.
ومن دون حرج يجاور الدواعش اسرائيل ويرفعون علمهم على حدود احتلالها، فمعركتهم ليست هناك وخلاياهم ليست نائمة في القدس وحيفا بل في طرابلس وعكار، واجندتهم لا تشمل الايقاع بضابط اسرائيلي بل استدراج جندي لبناني ضلّ حضن الاهل والوطن الى الجرود، وفي تلك الجرود تستكمل المنار جولتها هناك حيث تفرض الجغرافيا كلمتها وحيث يأخذ التكفير راحته تحت شمس عرسال. تصل المنار اليوم الى احدى بوابات الارهاب في الجهة الجنوبية من عرسال في منطقة تعرف بوايد الرعيان وخلف الحدود واد آخر اسمه عين ترما الى الشرق من دمشق هجره الارهاب بعد تقدم جديد للجيش السوري استعاد خلاله المزيد من الغوطة الشرقية.