على اكثر من صعيد وبغير اتجاه تمضي العواصف بمنطقتنا، في لبنان عاصفة المناخ قطعت الاوصال. رياح ساحلية بسرعة فاقت كل حراك سياسي، وامواج ارتفعت عن السجال الحكومي، وصقيع على المرتفعات لامس جمود الملفات. قطعت يوهان اوصال الساحل برياح ضمن التوقعات، كشفت مزيدا من فساد التلزيمات، وسوء المحسوبيات.
في السياسة زوبعة في بيت المستقبل، ازاحت النائب خالد الضاهر، فباتت حديث الساعة، فيما حديث عين التينة اكد استمرار الحوار، وحديث السراي الحكومي للمنار: آلية عمل الحكومة كربجت نشاطها وحولتها كسلحفاة.
رياح سوريا وجيشها تركزت جنوبا، فاقتلعت النصرة واتباعها من بلدات دير ماكر وتلة العروس وتلة السرجة قرب ريف درعا، في عملية لتعزيز محوري دمشق- درعا ودمشق – القنيطرة، حسبما اعلن الجيش السوري.
رياح الجنوب السوري لفحت وجه الاسرائيلي، فعصفت به التحليلات عن جديد قواعد الاشتباك اذا ما احكم الجيش السوري والحلفاء السيطرة الميدانية على المنطقة، فاستعانت حكومته عبر سفيرها في الامم المتحدة بقوات الاندوف لتعاود انتشارها في الجولان، بعدما كان التماس الاسرائيلي مع النصرة وحلفائها يشكل عامل اطمئنان.
عاصفة الشعب اليمني لم تكن عامل اطمئنان للطامعين بالبلد الغني وموقعه الاستراتيجي، فاقفل البعض الاوروبي سفاراته مقتديا بالاميركي، الذي سحب السفير واتلف الملفات، في خطوة اعادت للاذهان اوائل قيام الثورة الاسلامية في ايران، والتي تحتفل بذكراها وللمصادفة في مثل هذه الايام.
وبعد ستة وثلاثين عاما ما زال الايرانيون يرددون الشعار الاساس، الجمهورية اسلامية، وهي فوق كل الضغوط والابتزازات، اما تقدمها العلمي والنووي فهو غير قابل للمساومات.