ملحمة البطولة في غزة تستمر فصولا متوالية، تفتح غزة باب الملحمة على مصراعيه، تضحيات وشجاعة وصمود وصبر اين منه الاساطير، مجزرة تلو المجزرة وبطولة تلو البطولة حتى كأنها مدينة منذورة لفصول الدم والشهادة والانتصار.
وقبل متابعة احداث غزة، فإن مأساة اللبنانيين العشرين او ما يزيد الذين قضوا نتيجة سقوط الطائرة الجزائرية فوق مالي لم تستطع مزاحمة الحدث الغزاوي، لكنها افردت مساحة وجع خاصة في قلوبنا جميعا وكأن منازل الجنوب ابت في لحظة الا ان تتوحد في مسيرة الحزن والام مع غزة عابرة كل حد وحدود. لبنانيون قضوا نتيجة هجرة قسرية من وطن لم يحضن آمالهم وطموحاتهم ولم يؤمن لهم ابسط مقومات العيش، فقضوا شهداء البحث عن لقمة كريمة شريفة مغمسة بألم الغربة.
وتبقى غزة العنوان بشهدائها الـ 785 وجرحاها الذين فاقوا 5000 لكن صمود اهلها ومقاومتها فاق التوقعات، ايام 18 من العدوان وما زالت صواريخ المقاومة تصيب تل ابيب ومدرعات وحصون ضباطها وجنودها، فيما مساعي منقذيها من سياسيين وديبلوماسيين تصطدم بثبات الغزيين.
وللثابتين على طريق فلسطين كلام من الامام السيد علي الخامنئي الطريقة الوحيدة لمواجهة الكيان الصهيوني المتوحش هي مواصلة المقاومة والنضال المسلح ومد المقاومة الى الضفة.
وعلى الضفة اللبنانية، سجلت الحكومة انجازا جديدا في رصيدها عبر انقاذها الجامعة اللبنانية التي تنفست اليوم اساتذة وادارة وطلابا مع اقرار مجلس الوزراء ملفي تفرغ الاساتذة وتعيين العمداء المعلقين منذ العام 2008.
اما رواتب الموظفين المجمدة نتيجة عناد بعض السياسيين، فقد حررها وزير المال علي حسن خليل بحلّ لا يخالف القوانين ولا يظلم الموظفين، واعدا بصرف الرواتب قبل العيد.