فجأة أرعدت، وأمطرت، ففاضت. قطعت الطرقات، علقت السيارات، وسدت الأنفاق. هي الساعات الأولى لعاصفة كان يفترض ان تمر مرور الكرام، تمهيدا لعاصفة آتية في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل.
سالت المياه على طرقات لبنان كطوفان، ومعها سالت الأسئلة على ألسنة ما كلت تسأل عن الدولة وأجهزتها عند كل عاصفة، فيأتي الجواب صدى لاهتراء أو تقاذف لمسؤوليات. لكنَّ السؤال الأبقى إلى متى، وإلى أين؟
العاصفة الهوجاء كانت على عكس زيارة رئيس الحكومة إلى عين التينة والتي كادت ان تكسر رتابة المشهد الداخلي منذ ما بعد التمديد. إلا ان خروج سلام من عند الرئيس بري متأبطا الصمت أوغل في الرتابة إلى حد التساؤل عما بعد الزيارة حكوميا وتشريعيا.
لقاء بري سلام أخذ من زاويتين، مصادر مقربة من رئيس الحكومة كانت أقرب الى توصيفه ب”فضفضة سلامية” بعدما تشعبت المشاكل وتعقدت أمور واستجدت اخرى. أما مصادر الرئيس بري فكانت أقرب إلى التفاؤل بالتأكيد ان البحث تركز على ادارة المرحلة الجديدة، وسبل تمتين الأوضاع داخل الحكومة.
المسار الأمني استكمل بقاعا وتركز شمالا، غلة اليوم انتهت الى توقيف سبعة أشخاص في طرابلس، رغم ان غلة الأمس كانت ادسم مع توقيف اسامة عنتر احد مساعدي الشيخ سالم الرافعي اثر رصد مكالمات هاتفية كان يجريها مع تنظيم “داعش” الارهابي.