مليكة ليست الضحيّة الأولى، ولن تكون الأخيرة. وحين تتكرّر حوادث الانتحار لتطال فئة معيّنة من القاطنين على الأرض اللبنانية، يكفّ الانتحار عن كونه شأناً خاصاً, ليشير إلى مشكلة عامة.
مشكلة لها في هذا السياق اسمٌ محدّد: نظام الكفالة، أو لنُسمِّ الأشياء بأسمائها: نظام العبوديّة الذي تحميه شبكة من المصالح المحميّة بدورها من أجهزة الدولة اللبنانية.
إذاً، حادث انتحار اليوم هي حادث وُجد فيه، بالجُرم المشهود، دمٌ على يَدَيْ نظام الكفالة. دمٌ على يدَيْ مَن يذرف دموع التماسيح على الضحايا, من دون أن يحرّك ساكناً لتغيير النظام الذي يقتلهم.
دمٌ على يديْ مَن يستخدم خطاب حقوق الإنسان في الصباح، ويغضّ طرفه عن إذلال البشر حين يكونون من لون معيّن أو طبقة معيّنة.
دمٌ على يَديْ وزارات العمل المتعاقبة التي لم تقم بواجبها لحماية عاملات المنازل، والتي تقف اليوم في وجه إنشاء تجمُّع أو نقابة للدفاع عن حقوقهنّ.
اسمها هذه المرّة، مليكة. مليكة بيغام. وُجدت مشنوقة في غرفتها. ليست ضحيّتَنا الأولى، ولن تكون الأخيرة.