ربّما هي سخرية القدر، أو هو التاريخ الذي يعيد نفسه كمهزلة في المرّة الثانية أو الثالثة.
فعشيّة ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول، يترقّب العالم خطاباً لرئيس أميركي. لكنّه، هذه المرّة ليس جورج بوش. وهو أيضاً ليس الرئيس المُحرَج والعاجز بعد مجزرة الغوطة. إنّه باراك أوباما المتسلّح اليوم بالرعب الذي بثّه تنظيم الدولة الإسلاميّة عبر تصميمه على توقيع كلّ جرائمه على موقع “يوتيوب”.
هذه المرّة أيضاً، لن يَطلب أوباما تفويضاً من الكونغرس مثلما فعل غداة مجزرة الغوطة، بل اكتفى باجتماع مع قادته في البيت الأبيض.
ولمّا كانت الحملة العسكرية الأميركية الجديدة ستستهدف العراق وسوريا، بدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري اجتماعاته في المنطقة من بغداد، مؤكّداً أنّ كلمة أوباما الليلة ستتطرّق إلى خطة قتال واضحة للتصدّي لتنظيم الدولة الإسلامية.
أمّا رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فبدا كمن يردّد مصطلحاتِ أوباما نفسَها حين استخدم عبارة: “إنّنا مصمّمون على محاربة هذا السرطان في العراق” في إشارة إلى الدولة الإسلامية.
في غضون ذلك، حرص البيت الأبيض على الإعلان عن اتصال أجراه أوباما بالملك السعودي عبدالله.
كلّ شيء مُعدٌّ إذاً. تبقى الضبابيّة في سوريا, التي سبق لوزير خارجيتها وليد المعلم أن رحّب بالجميع لمحاربة الدولة الإسلامية, طالباً التنسيق مع النظام، قبل أن تظهر الهواجس مجدداً من تأثير أيّ ضربة أميركية على مستقبل النظام في سوريا.
لكنّ السؤال الأبرز يبقى أنّه وسط التأكيد الغربيّ على عدم إنزال أيّ جنود في العراق أو سوريا، من الذي سيقوم بالأعمال القذرة؟ وكيف سيجري توزيع الأدوار؟