بعد نصف ساعة تقريباً، ستضاء سماء برلين احتفالاً بالحدث الذي غيّر وجه العالم قبل ربع قرن. لكنّ نشيد الفرح لبيتهوفن الذي سيصدح بعد قليل في العاصمة الألمانية، لن يُنسي العالم أنّه بعد سقوط جدار برلين، شُيِّدت جدرانٌ أخرى لا تزال ترسم واقعاً قاتماً للإنسانيّة. ولعلّ أبرز تلك الجدران هو جدار العار الذي شيّده الاحتلال الإسرائيلي، والذي ما زال ينتظر اليوم الذي سنحتفل بسقوطه.
أمّا في لبنان، فالواقع القاتم يتّخذ دائماً شكلاً كوميدياً. وآخر الإبداعات السياسيّة، إجراء انتخابات نيابيّة في المهجر، بعدما بات التمديد واقعاً على أراضي الجمهورية. صدِّقوا أو لا تصدِّقوا: لقد توجّه اللبنانيّون فعلاً إلى مراكز الاقتراع في سيدني، ووضعوا أوراقاً في الصناديق، لنوّاب لن يصبحوا نوّاباً، ولن يجدوا طريقهم إلى البرلمان.