بعد أقلّ من ثمانٍ وأربعين ساعة على إعلان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عدم استبعاد بلاده التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في العراق، ردّ وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، التحيّة. فأعلن بدوره أنّه منفتح إزاء تعاون محتمل بين واشنطن وطهران حول العراق. وقد تزامن ذلك مع تصريحات لنوّاب أميركيّين حذروا من أن يصبح العراق منطقةً للإعداد لـ11 أيلول جديد. مخاوف سرعان ما استدعت موقفاً سعودياً رافضاً للتدخّل الخارجيّ في العراق.
وفيما يشتعل العراق، وترزح سوريا تحت رحمة البراميل، يخوض لبنان حروبه الصغيرة من جبهة المونديال إلى جبهة كرة السلة.
فقد حوّلت التدخلات السياسية المباراة النهائية إلى بازار مفتوح لم تغب عنه الحسابات الانتخابية والنزاعات الطائفية. فبعدما ألغيت مباراة أمس بين الحكمة والرياضي بحجّة الحفاظ على السلم الأهلي، صدر قرار التأجيل مرة أخرى رغم نقل المباراة إلى ملعب محايد ومن دون جمهور، قبل أن يجري الاتفاق قبل قليل على إقامة المباراة، إنما على ملعب النادي الرياضي. لقد خسرت الرياضة جمهورها، لكنّها خسرت أيضاً حصانتها. فباتت ملعباً لهواة السياسة والأمن وتحقيق المكاسب السياسية الصغيرة.
أما على جبهة المونديال فقد زفّ وزير الاتصالات، بطرس حرب، إلى اللبنانيّين بُشرى التوصّل إلى اتفاق مع شركة “سما” يتمكّن بموجبه المشتركون بالكابلات السلكيّة للأحياء من متابعة المباريات. المونديال للجميع إذاً، لكن لماذا تأخّرت الدولة؟