مع انتهاء عطلة الأعياد، كلّ عام وأنتم بخير، من موسى وجنّات وعهد وعبّود، ومن أطفال غزّة الذين لا يزالون قيدَ الحياة. كلّ عام وأنتم بخير من حي الشجاعية وجباليا وبيت حانون. من المنازل المدمَّرة فوق رؤوس قاطنيها. من الآباء الذين لا يملكون سوى عبارة “بيعوّض الله” أمام مشهد عائلاتهم التي محاها الحقد الإسرائيلي عن وجه الأرض.
كلّ عام وأنتم بخير لأنّ غزّة، رغم كلّ شيء بخير.
إسألوا الرجال الذين دخلوا مقراً لكتيبة ناحل عوز وعادوا سالمين إلى أنفاقهم.
إسألوا الرجال الذين تمكّنوا من استدراج قوة خاصة إسرائيلية إلى مبنى مفخّخ في خان يونس.
غزّة بخير لأنّ ثمّة أطبّاء غادروا مقاعدهم الوثيرة في بيروت واتجهوا إلى غزّة من أجل عيون موسى وجنّات وعهد وعبّود. من أجل أن تبقى أياديهم الصغيرة تلوّح لنا من بعيد، وتتمنّى لنا عيداً سعيداً.