ارتفاع الصوت السني المعتدل في مواجهة التطرف السني غير مقبول اذا كانت الخلاصات السياسية ستؤدي الى مساواة هذا التطرف باي فريق يستخدم آليات ميليشياوية او حروبا استباقية خارج الحدود والاخطر في هذا المنطق ان من يسوقه لا يكتفي بالتمسك بتكتيكياته اللاغية للمؤسسات بل يريد خنق اي استنتاج يقود الى ان بناء الدولة الديمقراطية السيدة يبقى هو الحل وقد جاء كلام الرئيس ميشال سليمان الرجل الوسطي بامتياز ليعيد التذكير بان العمل خارج المؤسسات وخارج الاجماع الوطني لا يعود الا بالموت على لبنان، من هنا كان تذكيره بثلاية الدولة والشعب والجيش وبمندرجات اعلان بعبدا وبعد استسهال التنظير للفراغ الرئاسي.
والمقلق ان الحقائق التي تثبت صحة المواقف الرافضة للتفريغ وللفراغ على كل الصعد تأتي من الارض ومن كل جهات لبنان فالامن مهتز وهش.
“داعش” التي فشلت في اختراق الجبهة الشرقية تحرك او يحرك على اسمها خلايا نائمة وعناصر مأجورة ينفذون الاعتداءات على الجيش في صورة تعيد الى الاذهان المرحلة التحضيرية لحرب العام 1975 في الوقت الذي تتواصل فيه مأساة خطف العسكريين ومن دون آفاق واضحة للحل.
وفيما الحكومة غارقة واسيرة الملفات الامنية والحياتية والاقتصادية، السماء تمطر على شعبي الثامن من آذار والرابع عشر منه والسيول تكشف مرة جديدة اننا لسنا في حاجة الى ضربة اسرائيلية تعيدنا 80 سنة الى الوراء فنحن في الوراء وفي العراء.