الكسوف الجزئي للشمس في لبنان والعالم لم يحجب الاهتمام العالمي بمتابعة تطورات الملف النووي الايراني وهو ملف يعاني بعض التعثر نتيجة ظهور صعوبات في اللحظة الأخيرة.
مع ذلك فالمفاوضات مستمرة وستستأنف الأربعاء المقبل. وهذه الدينامية اللافتة واكبها موقفان ايراني واميركي يؤكدان رغبة الطرفين في التوصل الى اتفاق.
فالرئيس الأميركي وجه رسالة مباشرة الى الايرانيين لمناسبة رأس السنة الفارسية دعا فيها الى استغلال الفرصة الفضلى منذ عقود لانهاء الخلاف بين البلدين. في حين أشار نائب وزير خارجية ايران الى أن الايرانيين مستعدون لتمديد المفاوضات اذا كان ذلك ضروريا لنجاحها.
وسط هذه الأجواء الملتبسة اقليميا يتقدم ملف التمديد للقادة الأمنيين لبنانيا. فوزير الدفاع أصدر قرارا قضى بتأجيل تسريح مدير المخابرات ستة أشهر ما يفتح الباب على قرارات أخرى وهذا يعني ان المعركة واقعة حتما داخل الحكومة بين التيار الوطني الحر وبقية المكونات الحكومية نتيجة رفض العماد ميشال عون وبقوة التمديد لقائد الجيش. فكيف ستنتهي هذه المعركة، علما أن معظم الأطراف السياسية تستغرب الموقف العوني لسببين: الأول لأن العرف يقضي بأن يتم تعيين قائد جديد للجيش مع بداية كل عهد رئاسي لا أن يفرض مسبقا قائد الجيش على رئيس الجمهورية الجديد. والسبب الثاني أن العماد قهوجي اثبت كفاءة في رد الارهاب وفي حفظ وحدة الجيش وبالتالي فان بقاءه على رأس المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الانتقالية الصعبة ضروري.