وأخيرا شرب العرب حليب السباع، وتحسسوا طاقاتهم المادية والعسكرية، فاكتشفوا انه من المعيب ان تكون سياداتهم وأرضهم وثرواتهم لقمة سهلة في فم كل باحث عن امبراطورية ضائعة أو مجد باطل.
أخيرا سيصير للعرب قوة عسكرية مشتركة، بحسب ما قررت القمة العربية في بيانها الختامي. وإذ رد العرب عسكريا بقيادة السعودية على الاعتداء الايراني على سيادة اليمن، فإنهم ردوا بخطاب سعودي أيضا عال النبرة على روسيا التي عرضت نفسها وسيطا في الصراعات القائمة، فسمعت من سعود الفيصل ما لا يرضيها.
في الشق اللبناني من الأزمة اليمنية، اعتبر السفير السعودي علي عواض العسيري ان خطاب السيد حسن نصرالله حفل بالافتراءات والمغالطات في حق المملكة ودورها.
وحدهما الحواران بين واشنطن وايران وبين “المستقبل” و”حزب الله”، سلما حتى الساعة من التراشق الناري الكبير، غير ان لبنان الذي نجح في الاختباء وراء التضامن العربي في المسألة اليمنية، لن يجد مخبأ يجنبه تهديد العماد عون بسحب وزرائه من الحكومة إذا مددت للقيادات العسكرية.