اخضرت اوراق الشجرة المسيحية وعقدت براعمها . أمس تجاوز الدكتور سمير جعجع نفسه واقتحم الرابية برسالة تصالحية واستقبله العماد عون المتفاجئ ايجابا بفتح الذراعين . وأخرج الرجلان ورقة النيات ووقعاها كمانيفستو سيرعى توافقاتهما واختلافاتهما ويضبطها تحت سقفي الدستور والمصلحة الوطنية والمسيحية .
الا أن اللبنانيين والمسيحيين وبعد ثلاثين سنة من القحط يتوقون الى تذوق ثمرتين من هذا العسل: رئيس للجمهورية بحجم الجمهورية لا أكبر منها ولا اصغر وعودة الابن الشاطر المسيحي الى صيانة الدولة ورعايتها وحمايتها بكل ما أوتي من ايمان بالتنوع وبنهائية لبنان .
دليل آخر على صحة المسيحيين تجلى في تجديد الكتائب شبابها بترشح الشيخ سامي الجميل لرئاسة الحزب والذي ينتظر منه الربط مع الحركة الايجابية التي بدأت تعم الوسط المسيحي بما يعيد الاعتبار والوزن الى دور الطائفة المؤسسة للكيان .
تزامنا الدولة مخطوفة مثل جنودها في الجرود. دزينتان من الجلسات الرئاسية ولا رئيس . حزب الله الذي أقفل على الحكومة يناور بالنار على حدود عرسال مطيرا رسائله المتفجرة في كل الاتجاهات. بعد الجيش وصلت شظاياها الى الرئيس سلام في السعودية والتي ورغم كل اساءات الحزب أكدت أن زعلها لن يطاول قرارها بتسليح الجيش .