سياسة لبنان في دائرة تمديد المراوحة، وأمنه في دائرة الترقب. تبدو المعادلة على هذا النحو في ظل الجمود المحلي المترافق إقليميا مع مضي توتيرات ميدانية على وقع الصراعات السياسية المحتدمة بين القوى الفاعلة.
فبين إيران والسعودية صراع يحتدم بعدما كان الرهان على توافق ينتج التسوية، وبين موسكو وواشنطن غياب للاتفاق يبقي الأمور في دائرة معلقة مع تظهير الإختلاف حول سبل محاربة “داعش” وإنتقاد روسيا.
التفرد الأميركي والإلتفاف على مجلس الأمن الدولي، وعلى وقع هذا المشهد يبقى لبنان مترقبا للمستجدات، فيما مستجداته تشغل العالم وتقلقه، في ظل خشية فلتان أمني.
وفي هذا الإطار إنضم المبعوث الأممي الخاص لسوريا اليوم الى تحذيرات تيري رود لارسن أمس، ليجدد الحرص على إستقرار لبنان الذي إعتبر “أنه يدفع ثمنا باهظا على حدوده”.
وفي وقت لفت لقاء ديمستورا بنائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تبرز من جهة أخرى المعلومات الصحافية التي تحدثت عن زيارة قريبة لجيفري فيلتمان لبيروت.
وفي إنتظار تبلور نتائج هذا الحراك يبقى هم العسكريين المخطوفين في صدارة الإهتمام، ليستحوذ هذا الملف على حيز أساسي من نقاشات مجلس الوزراء، تزامنا مع مواصلة الأهالي تحركهم المضبوط حتى الساعة في ظل تعويلهم على إيجابية ما.
وفي هذا الإطار برز ما أشارت اليه “وكالة الأنباء المركزية” عن “أن جولة تفاوض تمت اليوم بمشاركة الموقوف عماد جمعة من مكان توقيفه، وبعلم السلطات اللبنانية ومجموعة من المشايخ اللبنانيين والسوريين الذين يتحركون في إتجاه جرود عرسال”، حيث يلتقون ممثلين عن جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”، مشيرة الى “أن النقاش يدور حول المقايضة وتأمين الممر الآمن”.