العدوان الإسرائيلي على غزة كشف قدرة المقاومة الفلسطينية النوعية وعجز الإحتلال. أربعة وعشرون يوما من الحرب على القطاع، ماذا حقق جيش الإحتلال؟ هل منع صاروخا من السقوط في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والمستوطنات الصهيونية المنتشرة على مساحة الأرض المحتلة؟ هل شل حركة المقاومين الفلسطينيين؟ هل حقق هدفه بنزع سلاح المقاومة وضرب الأنفاق؟
ها هي المقاومة الفلسطينية تتسلل إلى مواقع الإحتلال الإسرائيلي، كما في ناحل عوز شرق الشجاعية، وتقتل جنود الإحتلال وتستولي على أسلحتهم. وتخوض المقاومة أعنف المواجهات، وتفرض على تل أبيب الإعتراف بسقوط قتلى وجرحى، كان منهم عشرون اليوم دفعة واحدة.
لم تحقق تل أبيب إلا قتل الفلسطينيين المدنيين وتدمير منازلهم، لكنها لم تكسر إرادة المقاومة ولن تكسر. جيش الإحتلال أعلن عن هدنة إنسانية لأربع ساعات، لا تشمل مناطق القتال البري، لكن ما أعلنته تل أبيب لم يكن له قيمة بالنسبة إلى المقاومة الفلسطينية، لأن الهدنة تستثني المناطق الساخنة، ما يعني أن هدف إسرائيل إستهلاك إعلامي، كما قالت “حماس”، ليتبين في ما بعد أن إسرائيل مارست الخديعة على الفلسطينيين تحت عنوان الهدنة الإنسانية، ونفذت مجزرة مروعة في سوق الشجاعية منذ قليل، بعد أن ادعت وجود هدنة.
ديبلوماسيا، المساعي متواصلة على خط واشنطن، تل أبيب، موسكو، القاهرة، الدوحة وأنقرة، ومن هنا جاء الحديث عن ورقة تفاهمات ستضاف إلى المبادرة المصرية المعدلة بشأن وقف إطلاق النار. والمرجح أن تشهد الساعات المقبلة موقفا مصريا، بعد إجتماعات مصرية- فلسطينية، يقوم على أساس رفع الحصار عن غزة وإعادة الإعمار وفتح الميناء والمطار.
في غزة حرب إسرائيلية، وفي العراق إرهاب “داعشي” واصل هدم الكنائس والمساجد والحسينيات، ووصل إلى نساء الموصل، فأمهلهن حتى نهاية عيد الفطر لتقديم أنفسهم لأمراء وعناصر التنظيم تحت طائلة القتل. خطر “داعش” يتمدد بحديث “الداعشيين” عن توسع مرتقب لدولتهم على مساحة الجزيرة العربية، بينما كانت جرود القلمون- عرسال في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، تشهد على مبايعة المسلحين ل”داعش”، ومحاولة تسلل بكل الإتجاهات، لكن الجيش السوري واللبناني بالمرصاد.
في السياسة اللبنانية، لقاءات ستشهدها الساعات المقبلة، دفع إليها حراك النائب وليد جنبلاط، فهل تفرج تشريعيا الأسبوع المقبل؟