ما قيل عن موقف دولي داعم للاستقرار في لبنان على محك الاعتداء السوري المسلح على عرسال. وثبات الموقف الدولي هذا يتأكد عبر الضغط على الائتلاف السوري المعارض لإجبار جبهة النصرة على الانسحاب الى الحدود، وايضا يتأكد من زيادة دعم وتسليح الجيش اللبناني فيما زيادة عديد الجيش عشرين ألفا مطلوبة من مجلس الوزراء الذي أعلن الاستنفار العام في البلاد..
وإذا ثبت الموقف الدولي فإن هذا يعتبر استثناء لخارطة التوترات في المنطقة فلا يتصل لبنان بالازمة السورية ولا يصبح عراقا آخر ولا ليبيا ولا سيناء ولا حتى غزة التي استؤنف العدوان عليها هذا المساء.
في أي حال، لبنان يواجه الاعتداء الارهابي على عرسال عسكريا باسترجاع الجيش مواقعه، وسياسيا بإعلان مجلس الوزراء بلسان الرئيس تمام سلام ان لا مهادنة وان الحل يكون بانسحاب المسلحين والإفراج عن العسكريين الاسرى.
سياسيا أيضا، برز الموقف اللبناني الموحد في تأمين الغطاء للجيش والالتفاف حوله، وفي هذا السياق أتى موقف الرئيس سعد الحريري في اعتبار الجيش والقوى الامنية خطا أحمر ورفض الاعتداء من أي جهة مسلحة.
وقد نوه النائب جنبلاط بموقف الرئيس الحريري. وجاءت مواقف الكتائب والدكتور سمير جعجع والنائب عاطف مجدلاني في المكان الصحيح في المطالبة بشمول القرار الدولي 1701 الحدود مع سوريا، غير ان تطبيق ذلك يستدعي أمرين:
-الأول: إنسحاب حزب الله من سوريا.
-الثاني: التحرك في مجلس الامن والدول الاعضاء لطلب نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية الشرقية.
مهما يكن من أمر، الائتلاف السوري المعارض طلب من جبهة النصرة الانسحاب من داخل الاراضي اللبنانية الى الحدود، وهذه الجبهة تتجه الى الانسحاب نتيجة خسائرها البشرية الكبيرة من جهة ونهجها الخاطئ لخطوتها في معاداة اللبنانيين الذين دعموا الثورة السورية.
وقد جرت إتصالات من قبل هيئة العلماء المسلمين التي طلبت استرداد الاسرى العسكريين، إضافة الى طلب انسحاب المسلحين الى الجرد الاعلى في خطوة تمهد لانسحابهم الى الحدود، لكن لا نتيجة حتى الآن.
وتزامن ذلك مع إلغاء هيئة العلماء المسلمين تظاهرة كانت مقررة في طرابلس إنطلاقا من مسجد الحربا. وقد الغيت بالفعل باستثناء بضع عشرات من الاشخاص الذين اتجهوا الى مستديرة أبو علي حيث تولى الجيش تفريقهم.
عودة الى عرسال، الجيش حقق تقدما واسع النطاق في محيط البلدة والتلال/ وتمكن قواته المنتشرة من تأمين الاتصال بين بعضها البعض.