انقضى العام الأول على الشغور الرئاسي، والخشية ليست من تحقق النبوءة بأن الرئيس ميشال سليمان سيكون الرئيس المسيحي الأخير، فالرئيس المقبل سيكون مسيحيا لضرورات تخفيف الاحتكاك السني- الشيعي، لكن الخشية من أن لا يأتي بحسب دستور الطائف، والخشية أيضا وأيضا لم تعد من انغماس “حزب الله” في سوريا وغيرها من أقاليم الجوار، بل الخشية من عودة الحزب من هناك منتصرا أو خاسرا، فلكل من الحالين تبعاته، لكن النتيجة ستكون واحدة ان لبنان الذي أردناه واحة حرية وحاضنة للتنوع لن يعود كذلك.
قد لا تكون هذه الصورة التي يمكن أن توصف بالافتراضية، هي التي تحرك الاجتماع المسيحي وتقلقه، لكنها حركت بعض القيادات المسيحية، يتقدمها البطريرك الراعي، فتنادت للالتقاء في الصرح الثلاثاء، بحثا عن صعقة توقظ المسيحي الآخر الذي يعتبر الفراغ رافعة توصله إلى بعبدا.
تزامنا، بقعة زيت “داعشية” تتسع في العراق وسوريا، والخلاف يتسع بين “المستقبل” و”حزب الله” حول كيفية تفادي وصولها إلى لبنان. ففيما يصر الأول على النأي بالنفس، يصر الحزب على إقحام الجيش في المعركة خارج الاسوار، معرضا عرسال ووحدة البلاد والحكومة للخطر.