وهدأت زوبعةُ ريفي لا حِرصاً على استقلاليةِ القضاء بل لغايةٍ في نفسِ أشرف ..فالمشرفُ على عدلٍ متى فَسَد فسَدَت أمّة أعاد تدويرَ مواقفِه وفَتحَ حساباً جارياً في دفترِ عدلِه المنقوصِ عندما وَصل موسُ المحكمةِ العسكريةِ إلى رِقابِ أزلامِه حرّيفي قيادةِ المحاورِ ورافعي سواترِها وها هو الرافعي لم يَسلَمْ مِن اعترافاتِ الإرهابيِّ إبراهيم عبدالله المصري المولودِ في طرابلس الذي كَشفت التّحقيقاتُ معه أنّ الشيخ سالم الرافعي أمّن وصولَ إرهابيين بارزين ومطلوبين إلى منزلِه في الكورة ..عند منعطَفِ الأوامرِ العليا والتعليماتِ المكتوبةِ بحبرٍ أزرق إستدار ريفي في أرضِه خَفَضَ سقفَ التصعيد ونَقلَ البندقيةَ مِن كَتِفِ المطالبةِ بإلغاءِ المحكمةِ العسكرية إلى كتَفِ تعديلِ قانونِها ..استدارةُ ريفي لم تَسبِقْها استشارةُ أولياءِ الأمرِ السياسيّ فهو خَرَجَ مِن مجلسِ الوزراء وقالَ ما قال وهم سايروه كي لا يرفعَ منفرداً خَشَبةَ خلاصِ الموقوفينَ الإرهابيينَ مِن أحكامِ العسكريةِ المبرمة..
والرزق بالريفي يُذكرُ فها هو شارل رزق داعي المحكمةِ الدَّوليةِ قد نبشتْه قضيةُ ميشال سماحة من دفاترِ العدلِ المنسيّة ليُطِلَّ علينا قائلاً آمُلُ أن يَفهمَ الجميعُ ما فعلتُ لإنشاءِ المحكمةِ الدَّولية وهنا بيتُ القَصيد، فساعي المتفجّراتِ يُفيدُهم خارجَ القُضبانِ لا داخلَها وهم يُعبّدونَ طريقَه إلى لاهاي بالأشرطةِ المسرّبةِ والمُجتزأةِ التي نُشر منها مقطعُ اتهام سماحة المباشَر لبشار الأسد وعلي مملوك ليكونَ الشاهدَ الملِكَ في لاهاي ..وإنعاشاً للذاكرة قلناها ونكرّرُها سقطةُ سماحة كانت لحظةَ الانشقاقِ الكبيرِ عن السوريِّ لمصلحةِ الفرنسي فالأخيرُ كان الملقّنَ وسماحة كان المُتلقّي وحتى لحظةِ التخلي كان سماحة مُصاباً بانفصامِ العِمالةِ المزدوِجةِ بشِقّيها السوريِّ والفرنسيّ وغداً سيعودُ عينَ المكتبِ الثاني وأُذُنَه..
ومن صفَقاتِ الاستخباراتِ إلى صفَقاتِ السلاح ..فعلى مِقياسِ الدولارِ الاميركيّ قِمةُ كامب ديفيد كانت ناجحةً جداً وفي المنتجعِ الرئاسيِّ حصدَ أوباما دعماً في السياسة كما في السلاح حيث فَتحَ زعماءُ الخليج اعتماداتٍ غيرَ مسبوقةٍ في تاريخِ التسليح وضخّوا في الخِزانةِ الأميركيةِ أربعةً وستينَ مِليارَ دولارٍ على قاعدةِ تعزيزِ قُدُراتِهم الذاتية بحَسَبِ إيحاءِ أوباما الذي زَرَعَ الشكَّ في قلوبِهم مما سمّاه أخطاراً فوضويةً غيرَ تقليديةٍ في المِنطقة فدبَّ الذُّعرُ في قلوبِهم وجيّروا الملياراتِ ثمناً لسلاحٍ يرصَفُ في المخازن وفي عمليةٍ حسابيةٍ بسيطة فإنّ السعوديةَ تخصِّصُ ثمانينَ مليارَ دولارٍ من ميزانيتِها للسّلاح تفوقُ بستِّ مراتٍ تلك التي تخصّصُها إيران واللبيب من كامب ديفيد يفهمُ أنّ الخليجَ سوقٌ مربحةٌ لتجارةِ السلاح وأنّ أوباما يبيعُ الخليج أمناً مفترضاً ضِدَّ عدوٍّ افتراضي .