تحت شمسٍ أهدتنا حَراً من قياسِ الأربعين تأثّرت السياسةُ بعواملِ الطقس.. وكلُّ مَن صرّح ارتفعت حرارتُه بَدءًا بالتيارِ الوطني في لبنان بلوغاً نحوَ تيارِ المستقبل في لاهاي حيث شهادةُ المستشار كانت في حاجةٍ إلى ميزانِ حرارة وإذا كان الصباحُ قد أشرقَ دامياً بجريمةِ تعنيفٍ حتى الموت مِن زوجٍ إلى أمِّ أولادِه الستة .. فإنّ التعنيفَ السياسيَّ لم يًطلِقِ الرصاص ولم يَحمِلْ آلاتٍ حادة لكنّه يَشُقُّ طريقَه الى قتلِ البلدِ ومؤسساتِه عَبرَ إفراغِه تدريجاً من رأسِ القيادةِ العسكريةِ إلى رؤوسِ القياداتِ الأمنية والمعالجةُ غالباً ما تأتي بطروح “الإمرار المستحيل” الذي يفترضُ تعديلاتٍ دُستورية وعلى المبادرةِ العونية الصعبة جال وفدُ التيارِ اليومَ مِن عين التينة الى بنشعي فيما أعاد ميشال عون الأزْمةَ إلى مربّعِ الدوحة لكنّه أرادها لبنانيةً مهدّداً بالعصيان . دوحةُ عون.. بعيدة أو هي على الأقل تستلزمُ طلبَ ودِّ خصومِه السياسيين الذين لا يرَون في الاستفتاءِ من الشعب إلا دخولاً إلى مجلسِ الشعبِ لإقرار التعديل ومرحلياً فإنَ القُبّعاتِ الزُّرقَ ليس لديها بُعدُ نظرٍ أكثرَ من محطةِ لاهاي التي يتناوبُ عليها العاشق والمشتاق.. وكلُّه يدور حول حادثِ تكسير البلد على رأسِ رفيق الحريري من قبل السوريين.. وبعدما قرأَها الشهود السياسيون من قوى الرابعَ عَشَرَ مِن آذار على أنها الدليلُ القاطعُ الذي يورّطُ سوريا في العملية.. جاء المستشارُ هانئاً وقدّم رؤيةً منقولةً عن ذاك الزمان وترد التهديد الى تظاهرةٍ قد تَخرجُ ويطلقُ عليها الرصاص في بيروت ويقتلُ فيها عددٌ من الأشخاص.. وهكذا تكونُ قد تكسّرت بيروتُ على رأس الحريري وهذه هي الحكاية “زي ما هيي” فإما أن هاني حمود خفّف من وطأتِها وإما أنّ مَن سبقه من شهودٍ كذَبوا تحت القسَم.. وفي كلتا الروايتين سيكونُ على المحكمةِ الدوليةِ عملٌ شاق لتَبيان الخيطِ الأبيض من الخيوط السود افتتح هاني حمود شهادتَه بمحطتينِ تلفزيونيتين: الـMTV والجديد.. واستذكر واقعتين رواهما بكلام “مو دقيق”.. لكنّ الأبرزَ فيهما أنّ رستم غزالة أَمر رفيق الحريري بإقفالِ محطة الـMTV وأن رئيسَ الحكومة كان يعلمُ أنّ القرارَ القضائيَّ سيأتي في غيرِ مصلحةِ تلفزيونِ المر ولما شعر الحريري بأنّ قناةَ الجديد ستخلقُ مشكلة معَ السعودية أمر بتصفيتِها فضائياً فأيُّ قانونٍ هذا الذي كان يسمحُ لرئيس حكومةٍ بالقرصنة الفضائية وأن يستحصلَ على الإذنِ القضائيِّ السياسي من ضابطٍ سوري يأمرُه فيُطيع وجاء هاني حمود ليرفعَ من شأنه كمستشارٍ فأسقط هيبةَ رئيسِ الحكومة عندما تحدّث عن حيلةٍ سلكَها رئيسُ الحكومة.. لإبقاءِ حمود على قيدِ الاستشارة بعدما صدرت الأوامرُ السوريةُ بإقصائِه.. وبدل أن يسعى العقيد وسام الحسن لإصلاح ذات البين بوصفه لم يكن جزءاً من النظام الأمني المشترك.. وعوضاً عن تثبيت حمود في مركزه.. فإنه اجتمع إلى رستم غزالة لتنفيذ قرار الإبعاد وإقالة المستشار كل هذا أظهر الحريري مرة جديدة ضعيفاً خائر القوى أمام السوريين لا يلوي على تعيين مستشاره.. والرئيس نفسه ظهر مارداً في شهادة حمود.. فجأة يقف أمام بشار الأسد ويفكر في مغادرة القاعة ويهمّ بالقول له: أنت تخاطب رئيس حكومة لبنان لكنه لم يفعل.. وكيف له ذلك وهو رجل سوريا القوي في لبنان قبل أن يكون رئيساً أما الاكثر تشويقاً في الشهادة فهو المنسوب الى موهوب العرب: علي جابر فقد أبلغ الرجل رئيسَ حكومته كلاماً بالغ التهديد صادرا ً عن القيادات السورية بمن فيهم وليد المعلم.