أن تعترفَ الادارةُ الاميركيةُ متأخرةً ربما خيرٌ من أن لا تعترفَ أبدا. أربعُ سنواتٍ احتاجَها البيتُ الابيضُ للتوصلِ الى نتيجةِ أنه لا مفرَّ من التفاوضِ مع الرئيسِ السوري بشار الاسد سبيلاً للخروجِ من الازمة.
لماذا هذا الاقرارُ معَ اليومِ الاولِ من السنةِ الخامسةِ للاَزمَة؟
لا يمكنُ أن يصدِقَ عاقلٌ أن جون كيري حريصٌ على سوريا وأهلِها، وادارتُهُ كانت صاحبةَ الحقِ الحصريِ باعطاءِ الاذوناتِ للعَبَثِ في سوريا ومحاولةِ اغراقِها في بحرٍ من الارهاب.
لكنَّ الاقربَ الى التصديق أنَّ واشنطُن باتت تخافُ على مصالِحِها ومصالحِ حلفائِها مع بلوغِ أمواجِ هذا البحرِ من الارهابِ شَواطِئَها.
ويبدو أنهُ على ادارةِ اوباما الانَ استيعابُ الامواجِ العاتيةِ من تصريحاتِ الحلفاءِ المنددةِ بالاعترافِ الاميركي او بالاصح الاذعانِ الاميركي.
اذعان هل سيشمَلُ ملفاتٍ اخرى؟ هل سيجري جون كيري جولةَ المفاوضاتِ النووية اليومَ مع نظيرهِ الايراني في سويسرا ، وهوَ في نفسِ مزاجِ الاذعانِ هذا؟
اذ يبدو أنَ الاميركيينَ أكثرَ استعجالاً للتوصلِ الى اتفاقٍ من الايرانيين، فعاملُ الوقتِ يلعَبُ على اعصابِ واشنطن أكثرَ منهُ على اعصابِ طهرانَ التي نجحت في ادارةِ المفاوضاتِ لاِكثَرَ من اثنَي عشرَ عاما.
اسبوعٌ حاسمٌ في لوزانَ السويسرية ، وفي هذا الملف أيضا على الاميركيينَ ان يجدوا الاعذارَ امامَ حلفائهِم في حالِ قرروا الذَهابَ الى اتفاق. واولُ هؤلاءِ بنيامين نتانياهو الذي يستميتُ لاجتذابِ الاصواتِ مع تسجيلِ استطلاعاتِ الرأيِ تراجُعاً واضحاً في حظوظهِ قبلَ يومينِ من انتخاباتِ الكنيست….