IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار قناة “المنار” المسائية ليوم الاثنين 25/5/2015

almanar

الخامسُ والعشرونَ من أيار، تاريخٌ حُفِرَ في ذاكرةِ اللبنانيين، وعَمَّد بالدمِ أرضَ الجَنوب والبقاعِ الغربي.. تاريخٌ وثَّقَ لبَدءِ عصرِ هزائمِ الكِيانِ الغاصب ومثَّل فاتحة لزمنِ انتصارات، بعدَ أمدٍ من النكباتِ إمتدَّ الى عقود..

نصرُ المقاومةِ في أيار لا يزالُ يُؤَرِّقُ الصهاينة، واعترافاتُهُم تتكشَف تِباعاً… فحزبُ الله أضافَ بانتصاره التاريخيِ قيمة هائلة، وأمينُه العامُّ أظهرَ كفاءةً عاليةً في ادارةِ المعركة.. وهذا جزءٌ يسيرٌ مما كشفَهُ القائدُ السابقُ لجيشِ الاحتلال غابي اشكينازي..

خمسةَ عشرَ عاماً على التحرير، والمقاومةُ تُسَيِّجُ الأرضَ والانسانَ بنَصرٍ يَتلوهُ آخر. خمسةَ عشرَ عاماً وشعلةُ التحريرِ يتناقلُها جيلٌ مقاومٌ بعدَ جيل… فالآباءُ الذين اذاقوا الصهاينةَ مَرارةَ الهزيمةِ بالأمس، يَسقي ابناؤهُمُ اليومَ الإرهابَ التكفيريَ من الكأسِ المُرَّةِ نَفسِها، ويُنزلونَ بهِ ضرباتٍ قاسية تمهيداً للهزيمةِ الكبرى.. فهذا الزمانُ هو زمنُ القرارِ وحسم الخِيار، لا مكانَ فيهِ للمترددينَ والمتخاذلين، فالكلُ مهددٌ إذ التكفيرُ على الابواب. ولن ينفعَ دسُ الرأسِ في الرمال، ولا بدَ من تضحياتِ الرجالِ الرجالِ ومواقفَ تحفَظُها الأجيالُ ويتوارثُها الأبطال …

ولتضحيات الشهداء أمثولاتٌ للتاريخ، لا يَنِي يرددُها الزمان، ففي مثل هذا اليوم قبل خمسة عشرَ عاما وفي يوم التحرير إرتفع الشيخ أحمد يحيى (أبو ذر) شهيدا في مواجهةِ الاحتلال الاسرائيلي، وفي التاريخ نفسِه اليوم يلتحقُ به ابنُه الشهيد “علي أحمد يحيى” في مواجهةِ العدو التكفيري.

خمسةَ عشرَ عاماً والعدوُ يُحصي خيباتِه ويقفُ على أطلالِ هزائمِه، متخوفاً ومتحسراً من تطورِ قدراتِ حزبِ الله. وكيف لا يخشى؟ وعديدُ المقاومةِ وعُدَّتُها لم يكن أقوى وأفضلَ حالاً مما هوَ عليهِ اليوم، كما أكدَ الأمينُ على الدماءِ والانتصاراتِ يومَ امس، أما شِيبُها وشَبابُها فعينٌ على حِقدٍ صِهيونيٍ وارهابٍ تكفيريٍ واليدُ على الزناد…

وللمراهنينَ على سرابِ وعودِ الاميركيينَ لمواجهةِ التكفيريينَ في رمادي الانبار، وتدمر حمص، كثيرُ الحسرة وكلُ العِبرة.. فهل من يَعتبر…. فواشنطن وتحالفُها المتداعي ضدَ داعش ، لم يُقدِّم ما يَشفي غليلَ العراقيين ويُسكِّنُ آلامَ السوريينَ من جرائمِ داعش واَخواتِها…أما في لبنان فيدخُلُ الفراغ الرئاسي عامَه الثاني وثمة من ينتظرُ على قارعةِ الطريقِ بإنتظارِ عاصفةِ أوهامٍ وأضغاثِ أحلام..