ثلاثُ نقاطٍ، تضمّنها كلامُ سعد الحريري أمس من السعودية، يُمكن أن تشكِّلَ كل الفرق. أو يمكن أن تُنقذَ الحكومة من المأزق التي زجّها فيه مسؤولوها، من فريق الحريري نفسِه… قال رئيس الحكومة السابق: أولاً، الأولوية اليوم هي لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية. ثانياً، تعطيلُ الحكومة قد يؤدّي إلى شل البلد. وثالثاً، التفاهم لا يزالُ ممكناً مع ميشال عون … هي نقاطٌ ثلاث، يمكن أن تجنِّبَ البلاد المأزق الذي تنتظره غداً، نتيجةَ تعنُت مسؤولي الحكومة في التخلي عن مسؤولياتهم الميثاقية والدستورية والقانونية… نقاطٌ ثلاث، يدرك الحريري ترجمتَها. فأولوية الرئاسة بات لها عنوانٌ مسيحيٌ واحدٌ واضح، تكرَّس أمس في الرابية ببركةٍ بطريركيةٍ وفاتيكانية وإجماعٍ مسيحيٍ كامل. إنه الرئيس القوي مسيحياً، ولبنانياً، والقادر على طمأنة الجميع وتأمين مصلحة الوطن… أما عدمُ تعطيل الحكومة، فله عنوانٌ واحدٌ وواضحٌ أيضاً، ألا وهو العودةُ إلى تفاهم بيت الوسط في الثامن عشر من شباط الماضي، والالتزام به، وتنفيذُه حرفياً، من أجل بناء الدولة والمؤسسات وحماية لبنان… أما التفاهم مع عون، فمفتوحٌ على كل العناوين وعلى كل الملفات، وعلى كل المستويات… تفاهمٌ وطنيٌ ميثاقيٌ دستوري، يُنقذ عرسال وكل بلدة لبنانية، وينقذ أهلَ عرسال وكل لبناني… تفاهُمٌ يَصون الوطن ويسترد السيادة ويكرّس كرامة الإنسان وحريتَه ولقمةَ عيشه… ثلاثُ كلماتٍ قالها الحريري من السعودية، ستكون غداً على المحك من قبل ممثلي الحريري في بيروت. فهل يلتزمون؟، أم يظلّون يتطلعون إلى ما وراء الحدود، انطلاقاً مما وراء عرسال؟!.. في انتظار جلسة الحكومة المِفصلية غداً، فلنستعرض ما حصل في جرود عرسال اليوم