صباحٌ واحدٌ كان كافياً لإعادة شبح الخوف. بدأ النهار مع إلغاء احتفال لحركة أمل في الأونيسكو بناءً على تقرير استخباريّ أوروبيّ يحذّر من عمليّة إرهابيّة ستنفّذ اليوم. تلت ذلك مداهمات في منطقة الحمرا، وإقفال عدد من الطرقات احترازاً، قبل أن يفجّر انتحاريّ نفسه أمام حاجز لقوى الأمن في ضهر البيدر.
وبحسب المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء ابراهيم بصبوص، فإنّ الاشتباه بالانتحاريّ في منطقة صوفر أدّى إلى تغيير طريقه وعودته إلى البقاع حيث ارتكب جريمته.
أمّا وزير الداخلية، نهاد المشنوق، فوضع تفجير ضهر البيدر في خانة “الشواذ وليس القاعدة”، لكنّه أيضاً “متوقّع وليس مفاجئاً”.
بدوره، رأى قائد الجيش العماد جان قهوجي أنّ “الوضع الأمني ممسوك… وهناك تضخيم لأحداث اليوم”، مضيفاً: “لا تنسوا أن المنطقة خربانة ونحن بألف نعيم”.
ولكي يكتمل المشهد المتناقض، راجت شائعة مُمَنهَجَة تقول أنّ موكب اللواء عباس ابراهيم هو المستهدَف في التفجير، علماً أنّ الموكب صادف مروره بعد قرابة سبع دقائق على التفجير.
لكن، مَن ذا الذي ضخّم الأحداث؟ ومَن أقفل معظم طرقات بيروت؟ ومَن اعتقل من اعتقل من داخل فنادق الحمرا قبل أن يُخلى سبيل عدد من أولئك النزلاء؟
لكلّ مواطن أن يختار من تصاريح المسؤولين ما يشاء. الحقيقة الوحيدة أنّ ثمّة شهيداً قد سقط، وأكثر من ثلاثين جريحاً. وحتّى الساعة، لا جواب شافياً لهذا السؤال: هل عاد الانتحاريّون إلى لبنان؟