“الشجاعيّة”. اسم جديد سيضاف إلى سجلّ الإجرام الإسرائيلي، وسجلّ البطولات الفلسطينية.
ففي هذا الحيّ الذي يُعَدّ أحدَ أكبرأحياءِ غزّة وأكثرَها اكتظاظاً، ارتكب جيش الاحتلال إحدى أبشعِ جرائم الحرب، في مجزرة أودت بحياة أكثرَ من ستّين فلسطينياً، وأدّت إلى تهجير الآلاف.
لكن، في هذا الحيّ أيضاً تحطّمت مرّة أخرى أسطورةُ لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي، أو ما يُعرَف بلواء “جولاني”. فبعد تكتّم رسميّ إسرائيليّ، كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسيّة عن سقوط خمسةَ عشر قتيلاً من لواء “جولاني” في الشجاعيّة، ليعود الجيش الإسرائيلي ويعترفَ بعدها بمقتل ثلاثة عشر جندياً.
مجزرة الشجاعية لا تختصر وحدَها الوحشيّةَ الإسرائيلية. فوفقاً لمنظمة اليونيسيف، سُجِّل منذ بدء العدوان وحتّى بعد ظهر أمس، استشهادُ ثلاثةٍ وسبعين طفلاً فلسطينياً على الأقلّ، بينهم الشهيد الأصغر سنّاً البالغ من العمر ثلاثة أشهر.
على الجبهة السياسية، عادت الدوحة إلى الواجهة من بوّابة غزّة. فإلى العاصمة القطرية حيث يقيم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما تستضيف الدوحة اجتماعاً بين عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء مباحثات بشأن غزّة.
لبنانياً، شهدت طرابلس بُعيد منتصف الليل حدثين أمنيَّين. الأوّل هو مقتل ناقل العبوات لانتحاريَّي فندق “دو روي”، منذر الحسن، بعد اكتشاف مكان إقامته ودهمه من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
أمّا الحدث الثاني الذي أعاد التوتّر إلى المدينة حتّى فجر الأحد، فهو توقيف حسام الصباغ، قائد أكبر المجموعات العسكرية في طرابلس والمقرب من الشيخ سالم الرافعي، في توقيت لم يُعرَف مغزاه، خصوصاً أنّ الصباغ لم يكن متوارياً طيلة الفترة السابقة.