حتّى الساعة، بلغ عدد الجنود الإسرائيليين القتلى سبعةً وعشرين، أي ثلاثة أضعاف ما خسرته إسرائيل في غزوها البرّي لقطاع غزّة خلال عملية الرصاص المصبوب في العام 2008-2009.
لكنّ بنيامين نتنياهو ما زال يتمتّع بدعم شعبيّ إسرائيلي لعدوانه، وبتفهّم أميركيّ لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما تلقّت إسرائيل جرعة دعم من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الذي رأى أنّ مشهد إطلاق صواريخ فلسطينية على اسرائيل هو مشهد “صادم”، مؤكداً أنّ لكافة الدول “التزاماً دولياً بحماية” مواطنيها. وقبيل اجتماع مجلس الأمن لبحث حرب غزّة، وجّه بان رسالة إلى الاسرائيليين والفلسطينيين دعاهم فيها إلى وقف القتال والتحاور لمعالجة جذور الصراع.
لبنان الذي أعلن تضامنه مع غزّة، أمس، عبر نشرة أخبار موحّدة بثّتها الوسائل الإعلامية كافة، أعلن أيضاً عبر تلك النشرة أنّ وسائل إعلامه قادرة على تخطّي الاختلافات عندما يتعلّق الأمر بثوابت وطنية وإنسانية.
فهل يمكن البناء على وقفة كهذه من أجل دور إعلامي فاعل لجهة الدفع نحو تمسّك اللبنانيين بمؤسساتهم الدستورية وفي مقدّمها رئاسة الجمهورية؟ وهل يمكن التمسّك بميثاق شرف يؤكّد الالتزام باحترام الكرامات الإنسانية لجميع المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية؟
بالأمس، لم يتضامن لبنان مع غزة وحسب، بل تمكّنت غزّة أيضاً من إعادة اللحمة إلى اللبنانيين، ولو… لبضع دقائق.