بعد الجندي شاؤول آرون، ها هو الضابط هدار غولدن يسقط أسيراً في أيدي كتائب القسّام. وإذا كانت التقديرات كلّها وضعت آرون في سياق الأسرى الأموات، فإنّه من المرجّح أن يكون غولدن في عداد الأسرى الأحياء. وهذا يعني أنّ كتائب القسام قد تمكّنت من إنجاز عملية أكثر خطورة من عملية أسر الجندي جلعاد شاليط.
إسرائيل، من جهتها، ارتكبت مجزرة جديدة في رفح هذه المرّة، أوقعت عشرات الشهداء.
وقد تحرّكت الضفّة الغربيّة لتساند أختَها غزّة، في مسيرات تحوّلت مواجهاتٍ بين المتظاهرين الفلسطينيين وجيش الاحتلال.
لكنّ كلّ الدماء الفلسطينية، ومشهد الوحدة الفلسطينية الذي قدّمه أهالي الضفّة، لم يحرّك أيّ مشهد تضامنيّ عربيّ، حتى ولو كان صُوَرياًّ. واكتفى الملك السعودي، عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، بتوجيه رسالة انتقد فيها المتشدّدين الإسلاميين، مُديناً صمت العالم إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزّة.
أمّا في المواقف الدولية، فتغاضت الولايات المتحدة عن المجازر الإسرائيلية، واصفةً خطف الضابط الإسرائيلي بالانتهاك الهمجي لوقف إطلاق النار. وعلى أنقاض منازل الفلسطينيين، وفوق دمائهم، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع تخصيص 225 مليون دولار كتمويل عاجل لمنظومة القبة الحديدية في إسرائيل. كما طلب وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، مساعدة عاجلة من قطر وتركيا للافراج عن الجندي الاسرائيلي المخطوف.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير “على الفور”.
إذاً، يمكن لدماء الفلسطينيين أن تسيل إلى ما لا نهاية. أمّا مصير جنديّ إسرائيليّ واحد، فيحرّك العالم… لكلّ هذا الظلم ردٌّ واحد: غزّة ما زالت تقاوم.