نجح تنظيم الدولة الإسلامية في تحويل ذبحه جنديين لبنانيين إلى ذريعة كي يخطف اللبنانيون بعضهم بعضاً، وكي يمارسوا عمليات تهجير جديدةً ضدّ النازحين السوريين الذين هرب بعضهم من سكاكين داعش وهرب بعضهم الآخر من براميل النظام.
نجح تنظيم الدولة الإسلامية في إيقاظ الوحش الذي في داخلنا. عدنا إلى طقس من طقوس الحرب الأهلية، نسأل عن طوائف المارّة وركاب الباصات.
أمّا القاطنون في الخيم، وفي الغرف المرتجَلة داخل الأحياء الفقيرة، فلا حاجة لسؤالهم عن هويّاتهم. رحنا نركض وراءهم في الليالي حاملين العصيّ، ثمّ نطلب منهم الرحيل عنّا، فهم نازحون سوريون. نسمّيهم هكذا كما لو أنّ نزوحهم وجنسيّتهم هما عارُهم، أو ربّما عارنا نحن .هل ننظر قليلاً إلى ما فعلناه ليلَ أمس بالنازحين في الشوارع؟
هل ننظر إلى قصاصات الأوراق التي وزّعتها بلدياتٌ وزعرانُ أحياءٍ يطلبون فيها من السوريين مغادرة مناطقهم؟
هل هذا جزء من استراتيجيات مواجهة داعش، أم إنّ داعش انتصرت علينا حقاً؟ لا حين قطعت رأس جنديين وحسب، بل حين نجحت في قطع رؤوسنا جميعاً، فمسَّنا الجنون، جنونُ العنف والكراهية.