لا دستور ينفع في دفع مقاطعي الانتخابات الرئاسية الى المشاركة ولا الواقع الأمني المتفجر في الإقليم وفي الداخل حيث يحرجهم ولا تقريع البطريرك من استراليا ودعوته الى استخدام العصى مع النواب الذين يمتنعون عن انتخاب رئيس، ولا انكشاف المخطط التدميري للجمهورية يحرك ضمائرهم .
وطبيعي أن النائب سامي الجميل الذي لم ينجح في إصطحاب العماد عون من الرابية الى مجلس النواب اليوم لن ينجح في 19 تشرين الثاني المقبل في زحزحته عن موقفه المختصر للرئاسة في شخصه أو ما كانت الجمهورية.
ولا تتوقف مآسي الجمهورية عند هذا الحد فالحل الترقيعي الذي يتمثل في مشروع التمديد للمجلس النيابي يواجه صعوبات شكلية رغم عدم مقاطعة جلسة التمديد من القوى المسيحية الأساسية.
في سياق مكمل للصورة الرمادية عاد الرئيس سلام من مؤتمر النازحين في ألمانيا بحصاد مالي هزيل وبانطباع سيء عن نوايا أصدقاء لبنان اذ أفشل ضغوطا لشرعنة النزوح وتحويله الى ما يشبه التوطين المقنع.
في هذه الأجواء يواصل الجيش دهم مخابئ المسلحين في كل مكان لتثبيت دعائم الانتصار الأخثر في طرابلس وبحنين.
وفيما البلد يتقلب على نار الأزمات تخانق الطلاب العونيون والقوات في NDU على صورة قائد معصوم . لقد تخانق رجال المستقبل وحكامه على الماضي المأزوم والحاضر المريض بدلا من أن يتكاتفوا تماما كما يفعل أبناء الطوائف الأخرى أمام المفترقات المصيرية الخطرة . والشكر للسماء أنهم لا يملكون سلاحا والا لكان الدم سال في نزلة زوق مصبح . يا عيب الشوم .
هذا في المخاطر المعروفة ، اما في المخاطر المستترة فالشباب اللبناني بات عرضة لما يعرف بالمخدرات الرقمية وهي أشد فتكا من المخدرات التقليدية .