الهزات الارتدادية الناجمة عن شغور موقع رئيس الجمهورية بدأت تتسبب بتصدعات خطرة في بنية الدولة محدثة اعطالا خطرة ومباشرة في عمل الحكومة ومن ثم مجلس النواب . اذ تأكد للمشككين ممارسة ادارة البلاد باليومي وليس بالنظري ان الحكومة تعطلت فعلا أمام أول ملف ساخن واجهته .
وسرعان ما انتقل فيروس التعطيل الى مجلس النواب اذ كان كافيا ان تقارب لجانه ملفات سلسلة الرواتب ودفع رواتب موظفي القطاع العام وأجرائه حتى تصاب الدولة بالشلل التام . وهاهم العمال وموظفو القطاع العام والمعلمون والأجراء ومياومو الكهرباء يعلنون اضرابا عاما وشاملا واعتصاما في الشارع لأربع وعشرين ساعة ولا حياة لمن تنادي .
وحدهم الجيش والقوى الأمنية يتحملون تبعات حفظ الأمن وسيناريوهات التهويل التي تصور لبنان وكأنه لقمة سائغة في فم داعش وهي جعلته عاصمة الخلافة ومرفأها ، علما أن هذه القوى لا تطلب سوى وقف انغماس الحزب في سوريا ووقف عراضته المسلحة والعلنية في مناطق البقاع الشرقي .
وقد نجحت هذه القوى في الزام الفلسطينيين في عين الحلوة بتنفيذ خطة أمنية تحاصر المتطرفين وتعزلهم داخل المخيم . والمقلق في كل ما يجري أن احدا لا يتهيب ما يجري في سوريا وفي العراق ولا في غزة التي أمضت يومها الثاني تحت وابل عملية الجرف الصامد الاسرائيلية . لكن بعيدا من السياسة ، اللبناني المتخصص في التحزب والانقسام سيجد اليلة ضالته في المواجهة بين البرازيل وألمانيا في مرحلة نصف النهائي من كأس العالم .