لماذا حصل ما حصل يوم امس؟ وهل ردة فعل الاجهزة الامني كانت على قدر الواقع ومنطقية ومبررة ام انها كانت اكبر من المطلوب والمفترض؟ وبالتالي هل حالة الهلع التي انتشرت كانت طبيعية ام نتيجة خطأ في التقدير وقعت فيه الاجهزة الامنية والمسؤولون السياسيون عنها ؟
الجواب عن هذه الاسئلة ليس سهلا، لكن الثابت ان الاشاعات امس اختلطت بالحقائق، والتخوفات تخطت الوقائع بأشواط، ما جعل بيروت وضواحيها تتحول في ساعات منطقة امنية وثكنة عسكرية ربما من دون مبرر كاف ومقنع. وهذا الامر لاحظه المسؤولون بالذات الذين اجتمعوا ليل امس في السراي حين اعتبروا ان ما حصل في النهار قد تم تضخيمه ولاداعي للهلع كما اكده قائد الجيش حين اعتبر ان الوضع ممسوك ولايزال جيدا فمن يصدق اللبناني تصريحات المسؤولين ام الواقع على الارض ؟
الجو الامني الملتبس اضيف الى الواقع السياسي الغامض، فالحكومة يرجح ان تجتمع الاسبوع المقبل بناء على دعوة يوجهها الرئيس سلام الاثنين المقبل. علما ان التفاهم بين اعضاءها لم يتبلور بعد حول صلاحية الرئاسة.
اما الاتصالات بشأن انتخابات الرئاسة فلم تحقق الى الآن خرقا يذكر. حتى الاجتماع الذي انعقد ليل امس بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط في باريس لم ترشح عنه اجواء كثيرة، فوفق مصادر الفريقين كان اللقاء ايجابيا وصريحا انطلاقا من جردة حساب اجريت للماضي والحاضر لكنه في المقابل لم يتوصل الى رسم رؤية مشتركة متكاملة للمستقبل، من هنا كان الاتفاق بين الطرفين على تثمير الايجابيات التي أظهرها لقاء باريس باستكمال المباحثات في بيروت عبر التواصل الدائم بين وزير الصحة وائل ابو فاعور ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري .