وأخيرا اسقطت عرسال في المحظور واسقط الجيش في ما حذرت منه قياداته منذ ثلاث سنوات اي النزوح العشوائي والحدود المفتوحة . الجاني الأول هو من تنكر من السوريين لأحتضان المدينة الكريمة له الى اي فئة انتمى . والجاني الثاني هو بعض الطاقم السياسي اللبناني الذي دفع بسياسته الجيش والعرساليين الى أتون معركة عبثية دموية خدمة لأغراض غير وطنية . ففي اطلالته المختصرة اليوم ورغم تساقط الشهداء والجرحى وعد قائد الجيش اللبنانيين بحمايتهم على مساحة الوطن كما اكد انه سيمنع انتقال ما جرى في عرسال الى أي منطقة . لكن العماد قهوجي غير قادر طبعا على توصيف الأسباب الحقيقية للكارثة التي ترتسم معالمها في الأفق ولا في يده كل التركيبة الدوائية للعلاج ، فهذا من شأن السياسيين السابق ذكرهم .
اذا وبعدما صار المحظور واقعا يفترض ان يشهد الاجتماع الأمني المنعقد في السراي اسقاطا لكل الحجج والأقنعة التي استند اليها بعض الشركاء في الحكومة لأبقاء الحدود اللبنانية سائبة.
واسقاطا لكل الحجج التي فرضت بالقوة الناي بالنفس على البعض وأدرات الظهر على الانغماس الوقائي في الأزمة السورية للبعض الآخر .
وانفلات الوضع كما هي الحال في عرسال ومنطقتها اليوم يحتم على الأجتماع الأمني استعراضا صريحا لحصاد السياسات التي اعتمدت، فالكيل بمكيالين خلق نقمة عارمة لدى بعض المكونات الوطنية فيما ثبت باللمس وبالعين المجردة ان الحرب الوقائية سقطت سقوطا مدويا ، واذا اردنا خنق الفتنة ومنع الانفجار الشامل على الجميع تسليم أمره للجيش وحده وتطبيق مندرجات اعلان بعبدا ولو بتأخير سنوات.
وعلى فكرة لولا الشغور لكان رئيس الجمهورية ترأس مجلس الدفاع الأعلى عصرا بدلا من الاجتماع الأمني في السراي لكن الجمهورية بلا رأس كما تعلمون .