الوضع العسكري في عرسال الى حلحلة . المسلحون ينسحبون الى خارجها وتثبيت وقف اطلاق النار يتعزز وقد مدد لأربع وعشرين ساعة . وسيترافق مع اطلاق هيئة العلماء المسلمين مفاوضات جديدة لاطلاق ما تبقى من الأسرى .
لكن الحلحلة العسكرية النسبية قد لا تواكبها حلحلة سياسية ، ففي ضوء كل ما حصل يبدو فريق 14 آذار مصرا على معالجة أصل المشكلة اي التوقف عند مسؤولية حزب الله باعتبار ان ما حصل في عرسال وفي سواها يشكل ارتدادا لتدخل حزب الله في الداخل السوري وهو ما عبر عنه بصراحة ووضوح الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي الذي عقده في جدة اليوم.
في المقابل يصر فريق 8 آذار على رفع اي مسؤولية عن حزب الله وهذا يعني ان انحسار غبار المعركة عسكريا سيفتح الأفق امام معركة سياسية تزيد الى المواضيع الخلافية بين اللبنانيين موضوعا جديدا .
في سياق متصل تحول كلام العاهل السعودي في الأسبوع الفائت عن الارهاب الى فعل وذلك انطلاقا من لبنان . فالملك عبدالله قدم هبة بقيمة مليار دولار للجيش والقوى الأمنية لوظيفة محددة هي مواجهة الأرهاب وهو ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي ايضا .
سياسيا، حركة رئاسية لافتة بدأت بلقاء بارز في دارة الرئيس سليمان في اليرزة ضمت الى البطريرك الراعي والرئيسين سلام والسنيورة والنائب جنبلاط واستكمل اليوم بلقاء الرابية بين النائبين عون وجنبلاط . لكن هذه الحركة على أهميتها لم تأت بجديد ولاسيما ان النائب عون لم يقدم طرحا جديدا لجنبلاط ما يعني ان المأزق الرئاسي لا يزال يراوح مكانه .
تربويا، قرار وزير التربية باعطاء افادات لجميع من تقدم الى الامتحانات استدعى رفضا سريعا من هيئة التنسيق التي طالبت مجلس الوزراء بوقف هذا الاجراء ما يعني اننا امام كباش جديد بين الحكومة والهيئة على خلفية الافادات هذه المرة .