العوائق الكبيرة التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية واجراء الانتخابات النيابية، والأفخاخ التي حالت حتى الساعة دون إنهاء سريع ومنطقي لمسألة العكسريين المخطوفين هي عراقيل وأفخاخ من صنع فئة لبنانية معروفة.
من هذه الحقائق يمكن الاستنتاج ان الدولة تدفع نحو محظورين : الأول تفكك الحكومة ان حاول بعضها القيام بعمل دستوري سيادي للخروج من المأزقين. والثاني دفع الجيش الى مواجهة عسكرية مع القوى المتطرفة التي تتهدد حدوده الشرقية والشمالية، وهي معركة حق يراد منها باطل للجيش لأنها فرضت عليه بتوقيت هذا العدو، وبتوقيت من يحاربه من قوى اقليمية، وليس بتوقيت الجيش الذي يتحرك تحت غطاء سياسي مهلهل ومن السلاح المناسب حتى الساعة .
تحاشيا للوقوع في هذه الأفخاخ توجهت الحكومة الى توسل حلول خارجية لأزمتها الدستورية ولانهاء أزمة العسكريين المخطوفين .
فملء الشغور الرئاسي بات يمر بتوافق اقليمي دولي شامل قد يأتي او قد لا يأتي. وحل أزمة العسكريين المخطوفين صار اسير وساطة اقليمية معقدة دخلت على خطها دولة قطر.
وبعد أن كان الأمل في اطلاق سريع للمحتجزين، صار الأمل يتدرج الآن من الحصول على ضمانات بالتوقف عن تصفيتهم وقد تمت تصفية جندي جديد اليوم ، مرورا بلائحة مطالب منطقية يمكن للحكومة أن تتفاوض عليها وصولا الى تحريرهم مع الحفاظ على الحد الأدنى من هيبة الدولة.
هذه الملفات الساخنة كانت في متن خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية .