الدول الأكثر اقتدارا في العالم عسكريا وماليا واقتصاديا اجتمعت في باريس لتركيب أذرع وأرجل للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب بما يمكنه من القيام بتبعات المهمة الصعبة.
واذا كان التحالف يملك التفوق العسكري الجوي فان الحرب لا تكتسب فاعلية ان لم تتوافر دول مستعدة للنزول الى الأرض بجيوشها لحسم المعركة. وفي هذا الاطار لم يصدر عن المؤتمر ما يؤشر الى أي قرار عملاني واقتصر المعلن على رغبة الدول في الانتهاء من داعش مع اعطاء الأولوية للعراق علما بأن المؤتمرين لم يصغوا الى مطالبة الرئيس العراقي إشراك إيران في الحرب. أما المعلومات القليلة المسربة من الكواليس فأفادت عن بلوغ المؤتمرين مرحلة توزع الأدوار والمهمات على الأرض واستطرادا باشرت القوات الجوية الفرنسية بمهمات استطلاعية فوق العراق .
وعملا بنظرية توزع الأدوار فان المطلوب من لبنان هو الخروج من سوريا والبحث عما يعزز أمنه ووحدته الوطنية وتكميل منظومته الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية. غير ان حزب الله أكد أن المرحلة تتطلب أكثر من أي وقت مضى بقاءه في سوريا معاهدا التكفيريين بأن ليس بينهم وبين الحزب سوى الميدان.
في الانتظار، لبنان المهدد بالظلمة الكهربائية التامة، مهدد ايضا بعتمة دستورية أشد سوادا فالجدل حول الانتخابات النيابية مثير للشفقة فيما الكل يعرف أن التمديد للمجلس شبه محسوم. أما انتخاب رئيس للجمهورية فلن يحصل قبل معرفة مصير النظام السوري وحجم ايران الاقليمي بعد الحرب على داعش.
وفي السياق وبخطوة اليائس يزور النائب جورج عدوان الرئيس بري الثلاثاء لمعرفة رأيه بمبادرة 14 آذار الرئاسية اي لمعرفة ما اذا كان مسموحا الأمل بحركة إنقاذية تاريخية للجمهورية بقرار لبناني .