انه بلد يغرق في العتمة.عتمة الكهرباء اولا، وعتمة الاستحقاق الرئاسي المؤجل ثانيا، وعتمة الانتخابات النيابية المشكوك في اجرائها ثالثا، وعتمة غموض مصير المخطوفين العسكريين رابعا، وعتمة سلسلة الرتب والرواتب المعلقة خامسا.
ولو شئنا ان نكمل التعداد ونواصل الشرح لسمينا ولفصلنا اكثر من عشرين نوعا من انواع العتمة.
والأنكى انه مع كل هذه العتمات المظلمة والظالمة لا حراك جديا على الصعيد السياسي لاخراج لبنان من عنق الزجاجة . فكأن المسؤولين عن مصائرنا وسياسيين عندنا استسلموا واستقالوا من لعب الأدوار المنوطة بهم، فأضحينا سفينة بلا ربان تتقاذفها الأمواج الاقليمية والدولية ولا من يحاول ان يحدد ويرسم ويوجه كيفية العودة الى بر الأمن والأمان .
للمرة الثانية في اقل من يومين انفصل بعد ظهر اليوم كامل مجموعات الانتاج على الشبكة ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المناطق اللبنانية .
واللافت أن مؤسسة كهرباء لبنان اعلنت في بيان اصدرته ان التعتيم الشامل قد يضرب لبنان بسبب الوضع الشاذ القائم في المبنى المركزي للمؤسسة منذ اكثر من شهر فمن المسؤول ؟ وهل على المواطن الذي دفع حوالي 30 مليار دولار ثمن عجز الكهرباء ان يبقى رغم هذا العجز الذي سيورثه اولاده واحفاده بلا كهرباء وضحية مافيات المولدات؟.
ملف آخر دخل دائرة الخطر يتعلق بالمخطوفين العسكريين اذ هددت جبهة النصرة بقتل جندي مخطوف لديها اذا استمر التسويف والمماطلة من قبل الحكومة.
كل هذا يجري فيما التحالف الدولي يستكمل استعداداته وتحضيراته في ظل شعور النظام السوري بالاستبعاد وتخوفه من تداعيات هذا الأمر على بقائه وعلى مصيره .