الوضع اللبناني الهش والممسوك بإجماع دولي – اقليمي عابر للخلافات، بدأ يهتز لأن فريقا من اللبنانيين يرفض ملاقاة الاجماع الأممي في منتصف الطريق. فهو يمنع ملء الموقع الرئاسي ويواصل توريط الدولة في حروب خارج الحدود وداخلها ويمعن في استهلاك طاقات الجيش. الموفدون الدوليون الى لبنان، من بلامبلي الى دي ميستورا والبارحة لارسن في الأمم المتحدة، يفهمون اللبنانيين أن الخطر داهم وحقيقي، لكن لا حراك يدل على انهم يكترثون. والخطوة الوحيدة التي تؤشر الى استيعاب الخطر ستحصل الجمعة بزيارة النائب وليد جنبلاط الدكتور سمير جعجع حيث سيتركز البحث على كيفية انجاز الاستحقاق الرئاسي، علما بأن جعجع أعلن استعداده تكرارا لحمل صفة مرشح رئاسي سابق.
في المقلب الآخر من المشهد الوطني، التخبط على أشده، الجيش يسعى بما أوتي من قوة الى إبقاء الوضع الأمني تحت السيطرة بدءا من عرسال وجرودها، وسط تسويق إعلامي مبرمج من قبل الارهابيين لعمليات انشقاق متلفزة لعناصره. فيما تلقى أهالي العسكريين المخطوفين جرعة تهدئة من الحكومة، التي وضعتهم في جو اتصالات حقيقية وواعدة، من شأنها أن توصل قضية أبنائهم الى خواتيم سعيدة.
كل هذا التسيب السياسي أطلق العنان لتجار السموم وحيتان المال، بعض المواد الغذائية بات أخطر من خطر داعش، فيما آخر معالم تراثنا المعماري في بيروت يتعرض للتدمير.